Page 241 - merit 40 apr 2022
P. 241

‫لا شك أن الاغتراب الإبداعي طبقات‪،‬‬
‫منها ما هو متعلق بالطبيعة النفسية‬

 ‫لل ُكتاب عمو ًما‪ .‬ومنها ما هو متعلق‬
   ‫بالمسافة بين التجربة الوجدانية‬
‫والتجربة التعبيرية حتى بدون وجود‬
  ‫إشكال الازدواج اللغوي‪ ،‬وأرى الآن‬
  ‫ضرورة التخلص من طبقة الاغتراب‬
    ‫بشأن ذلك الازدواج لأنها ليست‬
   ‫طبيعية وليست حتمية كمعظم‬

            ‫الطبقات الأخرى‪.‬‬

‫النت؛ لأنه مكتوب بالمصرية‪ ،‬حتى‬         ‫الآخرين حتى يشعر بالتفوق‪،‬‬           ‫ورغم تجربتي المطولة معها‬
 ‫نشرته مجلة ميريت‪ .‬وقد مر بنا‬          ‫هذا يقال له الانتصار السلبي‪،‬‬      ‫أشعر أنها لغة أجنبية‪ ،‬لا أفكر‬
                                    ‫ويسعى كذلك لاستلاب إنجازات‬           ‫بها‪ ،‬ولا أحلم بها‪ ،‬ولا أتحدث‬
   ‫مثل هذا مع قصيدة النثر التي‬                                            ‫بها‪ ،‬فلماذا أكون ملز ًما بها؟!‬
‫انتزعت الاعتراف بعد إهدار الكثير‬         ‫الآخرين ونسبها لنفسه كما‬      ‫هي لغة الاحتلال العربي القديم‪.‬‬
                                    ‫حدث دائ ًما من مصادرة للطاقات‬     ‫وفي السياق الحالي هي تعبير عن‬
  ‫من الوقت والجهد نتيجة رفض‬                                             ‫امتداد ذلك الاحتلال الاستلابي‬
 ‫عقول رجعية لوجودها‪ ،‬مثل هذا‬            ‫والإنجازات المصرية‪ ،‬لصالح‬
                                                 ‫الهوية العروبجية‪.‬‬                  ‫من الأرض للعقل‪.‬‬
    ‫حدث من قبل بأشكال عديدة‪،‬‬                                            ‫ولا أحد يمكنه الوقوف في وجه‬
‫عند رفض المطبعة‪ ،‬حتى أحضرها‬             ‫هذا‪ ،‬ولا أعادي الفصحى‪ ،‬لا‬       ‫التطور اللغوي التاريخي‪ ،‬نحن‬
                                      ‫أتبرأ من أعمالي السابقة‪ ،‬ولعلي‬     ‫في مأزق حضاري كبير‪ ،‬ظني‬
        ‫نابليون‪ ،‬وتحريم القهوة‪،‬‬        ‫أصدر الأعمال التي في درجي‬         ‫هو مأزق وجودي‪ ،‬لغة الحياة‬
    ‫والطماطم‪ ،‬والدراجة الهوائية‪،‬‬   ‫المكتوبة بالفصحى دون تغيير من‬      ‫هي اللغة المصرية‪ ،‬لكننا نتجاهلها‬
   ‫والصور‪ ..‬إلخ‪ .‬هكذا تبدو هذه‬        ‫حيث اللغة‪ .‬وهذا الحوار كتبته‬      ‫بفعل الهيمنة الدينية على العقل‬
    ‫سمة في العقل المصري نتيجة‬         ‫بالفصحى دون تردد أو تفكير‪،‬‬      ‫والحياة‪ .‬ظني أن الاعتراف باللغة‬
    ‫الهيمنة الدينية الرجعية عليه‪.‬‬    ‫ليس من الضروري أن يتضمن‬            ‫المصرية الحديثة‪ ،‬التي يقال لها‬
   ‫وفي الخلاصة‪ ،‬ظني أن الموقف‬      ‫الاعتراف بالمصرية نفي الفصحى‪،‬‬       ‫العامية‪ ،‬قضية تنويرية‪ ،‬وليست‬
     ‫الأفضل هو تشجيع المصرية‬                                          ‫مصادفة أن المثقف الرجعي ليس‬
‫دون عداء للفصحى‪ ،‬خاصة وأنها‬               ‫لا يمكن أن نفعل كالطرف‬      ‫منحا ًزا للغة الفصحى الميتة فقط‪،‬‬
  ‫فيها ما يكفيها من المشاكل‪ .‬وفي‬      ‫الرجعي‪ ،‬الإقصائي بطبعه‪ .‬لقد‬      ‫بل هو معا ٍد أي ًضا للغة المصرية؛‬
‫العموم إشكال الفصحى والمصرية‬
    ‫الحديثة كبير للغاية ولا يكفيه‬       ‫ظل معي مقال أو دراسة عن‬           ‫لأن الطبع الرجعي إقصائي‪،‬‬
     ‫حوار كهذا لاستيفاء جوانبه‪.‬‬         ‫السرد بالعامية المصرية مدة‬       ‫وطفيلي كذلك يسعى للحط من‬
                                   ‫خمس سنوات بدون نشر‪ ،‬رفضته‬
                                   ‫دوريات ورقية‪ ،‬ومواقع ثقافية في‬
   236   237   238   239   240   241   242   243   244   245   246