Page 50 - merit 40 apr 2022
P. 50
العـدد 40 48
أبريل ٢٠٢2
أن هذا المأزق يرجع إلى التعمق فيما يشبه الفراغ،؛
حيث ُيسمى الفراغ باسم خلاب ..نسميه وجود
النص الموضوعي.
ومن هنا أُحاول أن أتأمل بعض القضايا التي
طرحها مصطفى ناصف مثل :الفينومنولوجيا
والتأويل وموقف ثقافتنا المعاصرة بين اتجاه
الدلالة الحرفية الساكنة والدلالة المتحركة.
والصورة والثقافة؛ حيث يتسع فضاء النظر إلى
النص الأدبي بوصفه ن ًّصا ثقافيًّا .ينتمي في إنتاجه
إلى مجتمع تحكمه أعراف ومعتقدات وتوجهات
وقيم خاصة.
ومن بين ثنايا معالجته لموضوع (أنماط من القراءة
والقراء) أحاول أن أتفحص ما طرحه حول فكرة
الواقعي في الأعمال الأدبية .وأنطلق هنا من النظر
إلى الصورة الأدبية من حيث هي نتيجة الشعور
باجتماعية الحياة .وف ًقا لتعبيره« :تنشأ الصورة
حين يتسع الشعور باجتماعية الحياة حتى تشمل
كافة الموجودات .الاستعمال الاستعاري يرتد على
وجه العموم إلى الشعور الكامل بالحياة نفسها،
وأول مظهر جمالي للاستعارة استعادة الحياة
توازنها واستئناف الانسجام الداخلي للمشاركين
فيها».
مثل هذا المنظور يفتح المجال لدراسة القيمة
الاجتماعية للصورة في حياة الإنسان .ومدى
تعبيرها عن رغبات الأفراد ومشاعرهم ولا وعيهم.
ومدى تعبيرها أي ًضا عن النظام المُعقد للعلاقات
الاجتماعية ،ومعرفة الأيديولوجيات وصيغ الحياة
السائدة في مجتمع بعينه.
التأويل فكرة ُطرحت لتعالج
فكرة الإقصاء ..فكرة تضع
الجميع على طاولة النقاش دون
هيراركية المنصة والجمهور،
تفتح آفا ًقا للحوار بين الجميع
وإن انتموا لعصور مختلفة .وكل
ُمؤول هو إنسان متسامح مع
الكون حتى يستطيع أن ينصت
للأصورات المتعددة الصادرة كل
صباح عن النص الأكبر (الكون).
ويعني ذلك أن التأويل محاولة