Page 136 - ميريت الثقافية العدد 30- يونيو 2021

‫العـدد ‪30‬‬ ‫‪134‬‬

‫يونيو ‪٢٠٢1‬‬

‫زيري شوشة‬

‫قصائد من «مقهى لا يعرفه أحد»‬

‫حفيدة نيتشه‬

‫عرف ُته‬ ‫أنا جدير ٌة بالموت‬
‫تحت سق ِف بيتنا البعيد‬ ‫أعضائي كلُّها مؤهل ٌة له‬
‫بسهول ٍة يمكن تحويلي‬
‫(كنت أحدق فيه‬
‫إلى أن صا َر نقط ًة سوداء‬ ‫إلى كوم ٍة من تراب‬
‫أنا حفيد ُة «نيتشه»‬
‫في عين الشمس)‬ ‫(مثله تما ًما حمل ُت جثتي‪،‬‬
‫عرفته‬ ‫كي أدفنها في أرض بعيدة‪.‬‬
‫احتفلت بالكراهية‬
‫في الأصوات المشروخة‬
‫في تلويحة امرأة‬ ‫ولم أ َّد ِع المحبة)‬
‫ورغم أنني أعرف أن «في الإخلا ِص‬
‫ارتدت الزم َن ذات صباح‬
‫ثم هرب ْت‬ ‫يكم ُن الخطر»‬
‫فأنا صديق ٌة مخلص ٌة لـ»نيكانور بارا»‬
‫لتركض وراء الأبدية‪..‬‬
‫يمكنني الحديث عن الحزن‪،‬‬ ‫(ك َّل مسا ٍء أخربش معه‬
‫إلى أن يسقط في يدي زهر ًة سودا َء‬ ‫جدران الموت‬
‫وأكلِّ ُم الموتى)‬
‫لن توقفني ضحك ُة طف ٍل‬
‫لن أتعثر في كلمات المحبة‬ ‫جئ ُت إلى الحياة كي أصنع موتي‬
‫لن أتراجع أمام الصباح‬ ‫روحي لح ٌم ود ٌم وعظام‬
‫رأسي ثمر ٌة معطوب ٌة‬
‫الصبا ُح لا يفي بوعوده‬ ‫يداي ورقتا ِن يابستان‬
‫يأتي ليبعثرنا‬ ‫ساقا َي جذعا شجرة‬
‫جث ٌة بيضا ُء سأكون‬
‫ثم يتركنا غرباء في الليل‪..‬‬ ‫طوا َل حياتي لم أعر ْف‬
‫‪...‬‬ ‫ما الخي ُر ما الشر؟‬
‫لكنني عرف ُت الحزن‬
‫لا تقيدوني بحبل «باسترناك» الغامض‬
‫لا تحشوا فمي بالقط ِن الأسود‬

‫اتركوني كي آخ َذ حقي من الحياة‬
‫آخ َذ ح َّق َم ْن أحبوني‬