Page 138 - ميريت الثقافية العدد 30- يونيو 2021
P. 138

‫العـدد ‪30‬‬   ‫‪136‬‬

                                ‫يونيو ‪٢٠٢1‬‬

‫وحدها المحطات تعرف‬

           ‫أن أذهب بعي ًدا‪،‬‬                               ‫في المحطات‪،‬‬
               ‫حيث العال ُم‬                           ‫لا ينتظرني أحد‬
                                            ‫بمفردي أواجه ذلك المصي َر‪،‬‬
       ‫مجرد طائرة ورقية‬                           ‫القاب َع في آخر القطار‬
          ‫وأنا أحلق معها‪..‬‬                    ‫وحين أقتر ُب أحلِّق بعي ًدا؛‬
                                                 ‫فأنا لا أحب النهايات‪،‬‬
      ‫تبدو الطرق لا نهائية‬                       ‫حتى وإن بدت سعيدة‬
‫والظلال متحجر ًة في الهواء‬
                                                                ‫أراها‬
         ‫في نهاية الشارع‪،‬‬                         ‫د ًما سائ ًل من ذبيحة‬
                ‫لم أ َر أح ًدا‬               ‫حجر ًة واسع ًة لا نوافذ لها‬
                                              ‫َز ْح ًفا على جثث الآخرين‪،‬‬
              ‫يك ِّوم الأمس‬                    ‫الذين تعثّروا في الطريق‬
      ‫أو تلك الأحلام الميتة‬
‫كل شيء يسقط في الأعماق‪،‬‬                             ‫النهايات هي الموت‬
   ‫فينمو الزمن فوق الرأس‬                                       ‫القطا ُر‬

                  ‫أما نحن‬                        ‫يلتهم سنواتي القليلة‬
            ‫فلم نعرف بع ُد‬                         ‫بخفة عازفي الكمان‬
   ‫الوظيف َة الحقيقي َة للمشي‬                     ‫أستطيع أن أم َّد يدي‬
                                                        ‫إلى أول الحياة‬
                 ‫لم نعرف‬                            ‫وأن أصو َب عيني‪،‬‬
  ‫أن الآخرين سوف يأتون‬                             ‫تجاه الرب مباشرة‬

     ‫ليمحوا آثا َر الخطوات‪،‬‬                     ‫أستطيع أن أرى المطر‪،‬‬
   ‫لينتص َر العدم في النهاية‬                 ‫قبل أن يسقط على الأرض‬
    ‫وحدها المحطات تعرف‪،‬‬

         ‫أنني أحلق بعي ًدا‪..‬‬
   133   134   135   136   137   138   139   140   141   142   143