Page 140 - ميريت الثقافية العدد 30- يونيو 2021

‫العـدد ‪30‬‬ ‫‪138‬‬

‫يونيو ‪٢٠٢1‬‬

‫ممر ضيق‬

‫في المساء يقبلني‪،‬‬ ‫في الصباح أعب ُر بسهولة بين فجوات الزمن‪،‬‬
‫أعانق موتاي‪،‬‬
‫بحن ٍّو بالغ يمرر يده على الألم البارز‪،‬‬
‫من صدري تتقافز التجربة‪،‬‬ ‫دون أن أنبس بكلمة واحدة‪،‬‬
‫ولأنني حارة في العناق‪،‬‬
‫فوق شفتي تتك ّوم القصيدة كنقطة دم‪..‬‬
‫في الممر الضيق بين الصباح والمساء عد ٌم يع ِّريني‪..‬‬ ‫أصل معهم إلى الدرجة القصوى من الحياة‪..‬‬

‫الجوع‬ ‫من فمي‪،‬‬
‫خ ِذ الجو َع‬
‫اذب ِح الأل َم المتك ِّو َم فوق جسدي‬
‫فت ْش عن طفولتي الضائعة‪،‬‬ ‫بلسان َك‪،‬‬
‫ثم ضعني على أول الطريق‪،‬‬
‫ولا تدخل التجربة‬ ‫اثق ْب صمتي‬
‫بيد َك المسنونة‪،‬‬
‫مثل شجرة عارية‬

‫أريد أن أشاهد حكايته‬ ‫أبح ُث عن آخر‬
‫له عينان ضائعتان‪،‬‬
‫وهي تش ُّق العتمة‪،‬‬
‫هل تسير مستقيمة‪،‬‬ ‫وي ٌد تعرف كيف تقبض على الهواء‪،‬‬
‫وجس ٌد يطفئه النهار‬
‫أم تتبعثر في الفراغ؟‬ ‫أف ِّضل أن أراه وحي ًدا‪،‬‬
‫في أحد الشوارع‪،‬‬
‫سأجل ُس صامتة‪،‬‬
‫مثل كتلة صماء‪،‬‬ ‫واق ًفا مثل شجرة عارية‪،‬‬

‫يدحرجها الطريق‬ ‫لا يلتفت إليها أحد‪،‬‬

‫وقبل أن نفترق؛‬ ‫لكنها لا تتوقف عن م ِّد جذورها‪،‬‬
‫َأل ُّف صوته على يدي‬ ‫وخلع ثيابها على الملأ‬

‫أطفئ عينيه‪،‬‬ ‫أريد أن أد ِّق َق النظر في وجهه‪،‬‬
‫أُطيِّر حذاءه في الهواء‪،‬‬ ‫أتابعه‬

‫ثم أبكي بشدة‬ ‫وهو يضع قدمه على الأرض‪،‬‬