Page 137 - ميريت الثقافية العدد 30- يونيو 2021
P. 137

‫نون النسوة ‪1 3 5‬‬

             ‫كنت دائ ًما خارج الإطار‬                          ‫المشاوير الطويلة‪،‬‬
           ‫أمشي مرتفع ًة عن الأرض‬        ‫أكلت جانبًا من الساق اليسرى لصديقتي‬

            ‫أص ِّوب نظرتي إلى البعيد‬                            ‫المشاوير عادلة؛‬
           ‫فيتلاشى العال ُم من خلفي‬      ‫تأخذ من سا ِقها اليمنى وتعطي اليسرى‬
       ‫ومن رأسي تسق ُط فكرة الرب‬
                                                   ‫لكن صديقتي قبل الوصول‪،‬‬
                      ‫لحظا ٌت غائم ٌة‬                    ‫تفقد القدرة على المشي‬
               ‫شعو ٌر دائ ٌم بالفصام‬                     ‫هكذا وضعت المشاوير‬
               ‫رغب ٌة في تكثي ِف العالم‬                         ‫مفهو ًما للعدالة‬
                                                          ‫لم يعرفه أح ٌد من قبل‬
                   ‫على لو ٍح زجاجي‬
               ‫َز ْر ُع ورد ٍة في الرأس‬     ‫هكذا أضاعت العدالة طريق صديقتي‬
   ‫المش ُي إلى الخلف كي أعود بالزمن‬                                  ‫إنها فقير ٌة‬
            ‫تجفي ُف الذاكرة في النهار‬
                                            ‫تنسج من ظلها أثوا ًبا تنتهكها العيون‬
                   ‫جس ٌد متعاد ٌل أنا‬                         ‫المعبَّأة بالرصاص‬
   ‫أجمع اللي َل والنها َر في بؤرة العدم‬                               ‫وفي الليل‬

       ‫فأصبح صف ًرا في خانة الميلاد‬        ‫تصنع من الأل ِم غطا ًء جدي ًرا بمحوها‪..‬‬
‫من ذلك كله جاءت رغبتي في الهروب‬                                 ‫أخي أي ًضا فقي ٌر‬

            ‫كان عليَّ أن أؤم َن بشيء‪،‬‬                 ‫ذه َب إلى بلاد الله الواسعة‬
‫فقط من أجل الذهاب إلى النوم مطمئن ًة‬               ‫من أجل الوصول إلى السعادة‬

                    ‫ذهب ُت إلى الحقل‬                      ‫لكنه كلما خطا خطو ًة‪،‬‬
           ‫توطد ْت علاقتي بالشمس‬                               ‫ضاقت به البلاد‬
            ‫أكل ُت النباتا ِت الشيطانية‬
            ‫صاحب ُت طيور الفلاحين‬                     ‫والت َّف العال ُم حول جسده‬
            ‫غسل ُت وجهي بماء الترع‬                                  ‫أخي وحي ٌد‬

             ‫من هنا أصبح لي جس ٌد‬                             ‫لم يعد يرى نفسه‬
                       ‫لا يسع أح ًدا‬                    ‫لديه حذا ٌء بلون الطريق‬
                                                ‫وقمي ٌص لا يخفي صدره الواسع‬
                 ‫ووج ٌه طار ٌد للزمن‬
                           ‫وصو ٌت‬                                     ‫كال َّضياع‬
                                             ‫دعا ُء أمي لا يصل إلى البلاد البعيدة‬
             ‫لا يتحمل عبء الكلمات‬
                                                       ‫وأخي مجهو ٌل في الغربة‪،‬‬
            ‫فلا تصدقوني حين أردد‬                  ‫لم تمنحه الشم ُس اس ًما جدي ًدا‬

                      ‫اسمي أمامكم‬                          ‫قائم ُة حزني ممتد ٌة‪..‬‬
                                                        ‫لذا سيظل سؤالي قائ ًما‪:‬‬
          ‫لا تصدقوني حين أحدثكم‬          ‫في أي قبر سيحاسبني الرب على حزني؟‬

                         ‫عن حزني‬                                            ‫‪...‬‬
                                                ‫لم أجرب الدخول إلى بيت الحياة‬
                       ‫فقط صدقوا‬
                     ‫الجثَّ َة البيضاء‬                      ‫لم أستند إلى جدار‪..‬‬
   132   133   134   135   136   137   138   139   140   141   142