Page 132 - ميريت الثقافية العدد 30- يونيو 2021
P. 132
العـدد 30 130
يونيو ٢٠٢1
الشاعرة في مواضع مختلفة من ديوانها؛ لتوضح
لنا سبب سيطرة الحزن على قصائدها .هذه
القصائد التي حولت حياتها من البهجة والسعادة
إلى الشقاء والتعاسة .هذه المواقف جعلت حياتها
قاتمة ،وذاتها منفصمة ،ترغب في السيطرة على
العالم ،والارتداد بالزمان إلى الخلف ،إلى زمن
التماسك:
لحظات غائمة
شعور دائم بالفصام
رغبة في تكثيف العالم
على لوح زجاجي
َز ْر ُع ورد ٍة في الرأس
المشي إلى الخلف كي أعود بالزمن
فهذا الارتداد بالزمان في رؤية الشاعرة يجعلها
تتخلص مما يكدر حياتها ،ومن انفصامها ،ويجمع
شتاتها إلى ذا ٍت ذا َت كينونة واحدة:
من هنا أصبح لي جسد
لا يسع أح ًدا
ووجه طارد للزمن
وصو ٌت
لا يتحمل عبء الكلمات
فلا تصدقوني حين أردد
اسمي أمامكم
لا تصدقوني حين أحدثكم
عن حزني
فقط صدقوا
الجثة البيضاء.
ويلعب الاسم هنا دو ًرا مه ًّما فهو يشير بصفة
مستمرة لمحاولة الذات المبدعة للهروب مما يقيد
كينونتها ،إنها تسعى للتخلص منه ،بوصفه دا ًل
يحدد هويتها التي لا ترغب فيها؛ لأنها ليست من
صنعها بل هي مفروضة عليها فر ًضا ،وهو ما
نجده في موضع آخر:
نسي ُت اسمي
ربما سقط مني
وأنا أنظ ُر إلى شجرة بعيدة
أو عندما انحنيت لالتقاط ظلي
اسمي الصغير،
الضائع في الزحام