Page 133 - ميريت الثقافية العدد 30- يونيو 2021
P. 133
نون النسوة 1 3 1
المنطفئ تحت الشمس
المحفور في جبهتي كعاهة مستديمة
الملفوف حول قدمي
من الواضح هنا أن الاسم يقيد الذات الشاعرة
ويجعلها تشعر بالعجز؛ فهو محفور في جبهتها،
وملفوف حول قدمها مقيد حركتها ،ما يعني أنه دال
يحيل إلى تحديد الهوية وحصرها في موضع واحد،
هذا الاسم الذي تتمنى أن تتخلص منه:
اسمي مطر وضباب
كان أبي يمسكه في جلبابه الفقير
منذ ذلك الوقت
عرفت أن الاسم محض خرافة،
َو ْه ٌم بطول الحياة
نحن مقيدون بالأسماء،
من أجل المسرحية الأبدية.
توضح لنا هذه الأبيات أن الاسم وصف فرضته
على الذات رؤية ذكورية ،هي رؤية الأب ،إذ إن
عبارة «يمسكه في جلبابه الفقير» تجعل اختيار
الاسم مظه ًرا من مظاهر التسلط الأبوي ،فصورة
الأب في هذا المقطع هي صورة ممثل السلطة الأول،
والضارب بقبضتها ،الذي يبدو داع ًما وحاميًا
لصورة الذكر وسلطته المستندة على قوة الموروث
وهيمنته ،وهو ما لا يعجب الذات المبدعة الأنثوية
فتحاول الهروب منه والتمرد عليه ،وهذا ما جعلها
ترى أن الاسم محض خرافة ،وه ٌم يعيشه الإنسان
طوال حياته ،يقيد به ليؤدي دوره في مسرحية
الأبدية .وهذا يعني أن الذات تسعى بكل قوتها
للهروب من الأفكار والرؤى التقليدية التي فرضت
عليها ،والتي يحملها فعل اختيار الاسم ،فتقوم
باستنهاض ذاتها ضد النظام الأبوي الرمزي الذي
يمثله الأب الفعلي على أرض الواقع ،فتتخلص من
اسمها ،وتدعو الآخرين أن لا يقيدوها باسم ،وأن
يتركوها هكذا حرة بلا أسماء /قيود حتى تتعامل
مع الفضاء الذي يحيط بها بأريحية ،من خلال
أفعالها التي تحدد سماتها وكينونتها ،فأفعالها أحد
مظاهر هويتها وليس اسمها:
سقط اسمي في ِح ْجر الغرابة،
وحي ًدا ونظي ًفا،
دون قطرة دم أو ذرة تراب