Page 147 - ميريت الثقافية العدد 30- يونيو 2021
P. 147

‫‪145‬‬          ‫تجديد الخطاب‬

‫فماذا لو كا َنت القبطي ُة قد صم َدت‬                                                                                                  ‫وجو ِد عر ِب مك َة وما حو َلها‪ ،‬أن‬           ‫لكننا على العك ِس نج ُد لغا ٍت ُتنس ِب‬
‫أأمنا َمت اجلرع َريبيعِةل‪،‬ى َأولع ِسجنز ِة اتلمالأصرخييير َُةن؟عن‬                                                                   ‫َيقب َل ب َتوصي ِفه أو تصني ِفه عربيًّا‪،‬‬        ‫إلى الأر ِض أو الشع ِب كالصيني ِة‬
                                                                                                                                    ‫لمجر ِد أنه َت َح َّد َث لغ َة العر ِب‪ ،‬التي‬    ‫والفرنسي ِة‪ ،‬والعربي ِة نف ِسها‪ ،‬فلم‬
     ‫وماذا لو استطاع الأترا ُك أ َو‬
   ‫الفرنسيِّو َن أو الإنجلي ُز ‪-‬حي َن‬                                                                                                  ‫قد َتتب َّد َل يو ًما ما ِمثلما تبدل ْت‬    ‫يكن جدي ًرا بشع ٍب تمت ُّد جذو ُره في‬
‫ح َكموا مص َر‪ -‬أن يفر ُضوا لغ َتهم‬                                                                                                    ‫لغ ُته الأولى‪ ،‬وحلَّ ْت ه َي َمحلَّها‪،‬‬      ‫أعما ِق التاري ِخ‪ ،‬ووجو ُده ساب ٌق على‬
‫ع َل المصريي َن؛ ل َتح َّل إِحداها طو ًعا‬

   ‫أو كر ًها مح َّل العربي ِة! هل ُكنا‬
‫سنوص ُف بالعر ِب إلى اليو ِم‪ ،‬ونح ُن‬
 ‫لا نتح ّد ُث العربي َة‪ ،‬إِضاف ًة إلى أننا‬
   ‫َلسنا بالأسا ِس َعر ًبا؟! ُمؤك ٌد أن‬
                      ‫الإجاب َة لا‪.‬‬
‫ا ُله‪-‬ي ُوغولُي َُتًّمونا؛ا‪-‬باِمكَتعصدرم ٍّوين ٌةلليأعمطرر َبع ُيحرِةباليوٌةل؟سلإؤ ُيا َهلسا‪:‬ل َاج ِمم‬
   ‫يحاو ُل ‪-‬فقط‪-‬‬         ‫إمث ًبعاا‪َ ،‬ترغح َمقيأق ّن ِةه‬
‫أ َّن الأر َض المصري َة‬
‫والانتما َء إليها سابقا ِن على اللغ ِة‬
‫ا َولعحَلتعقابيرقعقب َيةِّيِة ٍةِةاألآزنواَماخلنلَدريل ْييٍةغ‪َِِ،‬ننة ااوبلللإهاعمرايسبلمياعَكةلمُان ِّهيق َ‪ُ،‬ةمي َحتوثأَاووانن ٍلي‬
‫اللغا ِت التي تحد َث بها المصريو َن‪،‬‬
  ‫ثال ُث‬     ‫الوألادياح ِنقياقل ِةسأمنا اوليإ ِة اسللتا َمي‬
‫اعت َن َقها‬
 ‫أاكلغلقلمداُيب ٌمتالِةموع ُصلجىرميَأٌليلنك‪،‬سثنيتِورنأا ٌةنإهلملىانالتليزغاوتِ ُنِلما‪،‬‬
‫و َأنه لا يزا ُل حوا َل عشر ٍة بالمئ ِة‬
‫من المصريي َن على المسيحي ِة التي‬
‫سبقت الإسلا َم‪ ،‬فلي َس من المنط ِق‬
 ‫أن يصي َر المصريو َن عر ًبا لأنهم‬
  ‫َنطقوا بلسا ِن العر ِب‪ ،‬أو لأنهم‬
‫اعتن ُقوا الإسلا َم الذي حملُوه إلي ِهم‪،‬‬
‫وقد غف َل هؤلا ِء المغا ُلون أو تغافلُوا‬
‫عن إمكاني ِة أن نكو َن مسلمي َن دون‬
‫أن نتحد َث العربي َة‪ ،‬وأنه ‪-‬من‬
‫وجه ِة نظري وكثيرين‪ -‬كان من‬
‫لمعنص َرجأيرنا ِنتهتاميل َتزظب َّلهورياتِئهدا ًة‬  ‫الأفض ِل‬
                                                  ‫المستقل ِة‬
‫متف ِّرد ًة وقوي ًة‪ ،‬وتغافلُوا أي ًضا أن‬
   142   143   144   145   146   147   148   149   150   151   152