Page 105 - ميريت الثقافية- العدد (29) مايو 2021
P. 105

‫‪103‬‬  ‫تجديد الخطاب‬

  ‫دي مؤداها ملناش دعوة العقائد‬       ‫والأقوى على أقل تقدير‪ .‬وميزته‬         ‫الجهادية وغيرها أساسها في‬
     ‫بتقول إيه‪ ،‬لكن محدش منها‬           ‫إنه بيثير التساؤل الأعمق أو‬     ‫الدين نفسه‪ ،‬سواء النصوص أو‬
                                         ‫بيسبب الإحراج الأعمق اللي‬       ‫المرويات المعترف بيها عن عهد‬
  ‫يتدخل في حياة المجتمع ويجبره‬            ‫بيشكل يمكن القوة الدافعة‬      ‫النبوة والخلافة‪ .‬وبالتالي مفيش‬
       ‫إنه يمشي بصورة معينة‪.‬‬                                          ‫مفر من الهجوم بشكل مباشر على‬
                                      ‫للنقاش‪ ،‬لأنه بيحفز المصلحين‬       ‫الإسلام‪ ،‬وأي كلام عن مشروع‬
   ‫باختصار هو بيواجه الصحوة‬              ‫للرد على التحدي وإثبات إن‬     ‫علماني ملوش معنى ولا إمكانية‬
     ‫الأصولية وآثارها السياسية‬                                         ‫إلا بنقد الإسلام نفسه‪ ،‬وإمكانية‬
     ‫والمجتمعية بشكل جذري من‬       ‫تفسيرات الصحوة الأصولية‪ ،‬غير‬
                                   ‫صحيحة‪ ،‬مث ًل‪ ،‬أو ضعيفة‪ .‬ممكن‬           ‫الإصلاح الديني مستحيلة أو‬
 ‫الناحية السياسية‪ ،‬وبيعلن رفض‬                                                     ‫قريبة من الاستحالة‪.‬‬
  ‫المرجعية الإسلامية صراحة على‬       ‫نقول إن هو والتفسيرات الأكتر‬
                                    ‫في التشدد والدموية بيلعبوا دور‬         ‫مشكلة المشروع دا إنه بيحط‬
    ‫الأساس دا‪ ،‬وعنده القدرة إنه‬     ‫الدافع الأساسي لتوسيع مساحة‬         ‫الناس في خيار ح ّدي صعب‪ ،‬يا‬
    ‫يدينها ويش َّرحها بشكل يق ّرب‬  ‫وأفق المناقشة‪ ،‬وتحفيز التصورات‬       ‫إما تكونوا جهاديين أو مؤيدين‬
  ‫شوية من الخيار الأولاني‪ ،‬لكن‬                                         ‫للجهاديين لو ملكوش في الجهاد‪،‬‬
 ‫من غير ما يحط الناس في الخيار‬           ‫الإصلاحية‪ ،‬وإن دا هو اللي‬
    ‫بتاع كل شيء أو لا شيء من‬          ‫بيأدي فع ًل لتخفيض طموحات‬           ‫أو تطلعوا من الدين دا عشان‬
                                    ‫تيار الصحوة الإسلامية وإلزامه‬          ‫دي طبيعته‪ .‬يعني هو بيعتبر‬
               ‫الناحية العقائدية‪.‬‬                                      ‫أكتر تفسيرات الدين عدوانية لبه‬
    ‫عيب الخيار دا إنه مش ممكن‬                       ‫بموقف الدفاع‪.‬‬        ‫أو جوهره أو التفسير الأرجح‬
      ‫ينجح بذاته‪ ،‬لأن مش ممكن‬
  ‫تصور قيام دولة علمانية إلا إذا‬    ‫المسار التاني‪ :‬الرفض‬
    ‫معظم السكان‪ ،‬اللي حيفضلوا‬       ‫العلماني لأي مرجعية‬
  ‫مسلمين بالتأكيد‪ ،‬أصبح عندهم‬
    ‫تصور عن الدين بيبعدهم عن‬           ‫إسلامية للدولة‬
‫التصورات الأصولية‪ .‬يعني مفيش‬              ‫والمجتمع‬
‫علمانية ممكنة من الناحية العملية‬
‫إلا بإصلاح ديني بدرجة ما‪ ،‬يعني‬         ‫دا يختلف عن المسار الأولاني‬
 ‫تغيير الخطاب الإسلامي السائد‪.‬‬       ‫في إنه مش بيطرح مسألة صحة‬
  ‫الخيار دا عمليًّا بيمسك العصاية‬     ‫وخطأ العقيدة في حد ذاتها‪ ،‬هو‬

                                        ‫بس بيتناولها من الخارج إن‬
                                       ‫جاز التعبير‪ .‬الفكرة العلمانية‬
   100   101   102   103   104   105   106   107   108   109   110