Page 108 - ميريت الثقافية- العدد (29) مايو 2021
P. 108

‫العـدد ‪29‬‬                          ‫‪106‬‬

                                  ‫مايو ‪٢٠٢1‬‬

     ‫شايف إن عندها أي تماسك‬            ‫وتتب ّسط في أفكار عامة‬             ‫بنفسه‪ ،‬وإن ضمير الفرد هو‬
‫فكري‪ ،‬مفيش معنى لأخد موقف‬           ‫من نوع إن فيه نظام في الكون‬      ‫الأساس في الدين‪ ،‬مش تشريعات‬
                                     ‫(مش الأشعرية اللي بتخلي كل‬
    ‫من التاريخ‪ .‬القضية بالعكس‬       ‫حاجة بأمر إلهي) وإن الضمير‬         ‫الدولة‪ ،‬وبالتالي فك التلازم بين‬
      ‫هي دراسته وفهم مساره‪.‬‬          ‫والسلوك هما المحك‪ ،‬وإن أي‬         ‫الدولة والدين‪ ،‬اللي هو الإصلاح‬

  ‫ومساره في رأيي مر بالصحوة‬             ‫إيمان أخلاقي بأي دين‬              ‫الجذري اللي بيق ّرب ج ًّدا من‬
 ‫الإسلامية بسبب الحداثة نفسها‬         ‫ينفع برضو نرحب بيه‬                   ‫العلمانية أو بيتوافق معاها‪.‬‬
‫وكجزء من مسارها‪ .‬الصحوة في‬        ‫ونتعامل معاه‪ ،‬طول ما‬                   ‫أما من ناحية تطمين المسلمين‬
  ‫تقديري مهياش غلطة حصلت‪،‬‬           ‫هو متوافق عمو ًما في‬              ‫فممكنة وإن كانت أصعب‪ .‬ممكن‬
 ‫أو جاية من ناس دماغها ناشفة‬      ‫مسائل الضمير والسلوك‪،‬‬                ‫مث ًل يتقال إن المجتمع لما يشرع‬
                                   ‫وإن المنافسة بين الأديان تنافس‬        ‫لنفسه حسب رؤيته حيفضل‬
  ‫أو غبية‪ .‬الصحوة هي نوع من‬                                           ‫متأثر بتراثه وهويته ومعتقداته‪،‬‬
     ‫التكيف السلبي مع الحداثة‪،‬‬          ‫في الخير مش في السيطرة‪،‬‬             ‫وبالتالي الحاجات دي مش‬
                                      ‫وإن مسألة السيطرة دي اللي‬         ‫حتتهدد لما يتحرر التشريع من‬
  ‫طبيعي وبيحصل داي ًما وحصل‬         ‫في النصوص ليها ظروفها مش‬         ‫الارتباط بالفقه‪ ،‬إذا سلمنا بإن دي‬
    ‫في دول كتير من اللي شربوا‬        ‫الغرض منها إنها تكون قاعدة‬        ‫هوية معظم الأفراد‪ ،‬وإنها جاية‬
                                    ‫دايمة في كل الأزمان‪ ،‬والأهم إن‬   ‫من إيمانهم‪ ،‬مش من فقه الفقهاء‪.‬‬
 ‫حضارة البحر المتوسط وأديانها‬      ‫الفكرة في الدين مش التشريعات‬          ‫مشكلة الفكرة دي إنها معقدة‬
  ‫التوحيدية‪ .‬القضية مش رفض‬        ‫(الفقه) لكن في الإيمان‪ ،‬إلى آخره‪.‬‬  ‫مش مناسبة للنشر العام‪ .‬صحيح‬
   ‫مجرد للصحوة بطريقة رفض‬         ‫باختصار‪ ،‬التحول دا حياخد وقت‬       ‫معظم الناس بتاخد الدين ببساطة‬
   ‫الشر أو الضلال (رغم طابعها‬                                         ‫جنب شئون حياتها‪ ،‬لكن تحويل‬
‫التدميري البارز)‪ ،‬لكن هي إدراك‬              ‫طويل بطبيعته نفسها‪.‬‬        ‫السلوك دا لفكرة تو ّقف شرعية‬
 ‫إن الصحوة جابت آخرها وثبت‬                                            ‫تجنيدهم لمشروع دولة ليها دين‬
 ‫لناس كتير إن ماعندهاش حاجة‬          ‫ملاحظات ختامية‬                       ‫صعبة لحد ما تنتشر الفكرة‬
‫تقدمها فع ًل رغم وعودها الكتيرة‬
 ‫باستعادة مجد قديم‪ ،‬ومحاولتها‬        ‫الرصد والتقييم دا مكتوب من‬
‫العبثية لإعادة إقامة دولة الدعوة‬   ‫زاوية علمانية‪ ،‬بناء على افتراض‬
    ‫والفتح على أساس من الدولة‬       ‫وتوقع إن دا هو التطور المنطقي‬
   ‫الحديثة اللي هي متعارضة في‬       ‫لتاريخ البلد في العصر الحديث‪،‬‬
                                    ‫وتحديد لطبيعة العصر الحديث‬
         ‫بنيتها مع الأحلام دي‪.‬‬    ‫عمو ًما‪ ،‬ورؤية نقدية للطريقة اللي‬
‫بعد كدا نرجع للمسارات الخمسة‬      ‫تم بيها تكييف الإسلام السني مع‬

    ‫بتاعتنا‪ .‬واضح إنها مسارات‬                 ‫الحداثة لحد دلوقت‪.‬‬
   ‫متعارضة منطقيًّا‪ ،‬لكن دا مش‬      ‫دا مش موقف من التاريخ‪ ،‬لأن‬
 ‫كافي في رأيي لإنه يتاخد موقف‬         ‫على خلاف الليبرالية اللي مش‬
 ‫سلبي من أربعة منها (أي أربعة‬
   ‫حسب الميول) والتأكيد على إن‬
   103   104   105   106   107   108   109   110   111   112   113