Page 112 - ميريت الثقافية- العدد (29) مايو 2021
P. 112

‫العـدد ‪29‬‬                                      ‫‪110‬‬

                                     ‫مايو ‪٢٠٢1‬‬

 ‫اعتبرت الدراسة أن أركون حين‬             ‫الانفعالية والتصورات الدينية‬     ‫علم الأنثروبولوجيا الاجتماعية‬
  ‫تناول الفكر الأنسني‪ ،‬وتأكيده‬        ‫وأنظمة العقائد الدينية والأعراف‬      ‫أو الثقافية أو الدينية كضرورة‬
    ‫على بزوغ الفكر الأنسني منذ‬
                                        ‫الاجتماعية السائدة‪ ،‬بالإضافة‬            ‫لدراسة المشاكل الحقيقية‬
‫البداية في الفكر العربي الإسلامي‬      ‫إلى رفض النخبة الحاكمة بسبب‬          ‫للمجتمع الإسلامي في الماضي‬
 ‫ثم انتقاله إلى الغرب أنها رساله‬     ‫تسخيرها للرموز الدينية في خدمة‬       ‫والحاضر‪ ،‬بالإضافة إلى البحث‬
     ‫للغرب مؤداها‪ :‬أعيدوا النظر‬
  ‫في الفكر العربي الاسلامي لأن‬                              ‫سلطتها‪.‬‬           ‫الأنثروبولوجي والتاريخي‬
‫الأرضية التي نقف عليها أرضية‬         ‫ألقت الدراسة الضوء على مشروع‬             ‫ومنهج نقد الخطاب‪ ،‬وتتبع‬
     ‫مشتركة وواحدة‪ ،‬وأنه لكي‬                                               ‫المنهجية المطبقة في الإسلاميات‬
‫نغير ما نمر به من أزمات فكرية‬             ‫أركون (الأنسنة) وكيف آمن‬        ‫التطبيقية‪ ،‬وتتبع مناهج متعددة‬
     ‫وانغلاقات مذهبية وطائفية‬           ‫بأن التوحيدي نموذج للأنسنة‬
      ‫تؤدي إلى حروب‪ ،‬علينا أن‬                                                                 ‫الجوانب‪.‬‬
   ‫نسلك مسل ًكا إنسانيًّا في العالم‬       ‫العربية‪ ،‬لحرصه على تطبيق‬      ‫أكدت الدراسة على أن أركون يرى‬
   ‫أجمع لا تمييز فيه ولا مذهبية‬            ‫شعار العلم بالعمل والعمل‬      ‫أهمية انخراط الباحث المتخصص‬
 ‫أو طائفية؛ فالأنسنة عند أركون‬        ‫بالعلم‪ ،‬وإيمانه بعبارة التوحيدي‬
‫تتجاوز حدود الأديان والطوائف‬             ‫(الإنسان أُشكل على الإنسان)‬          ‫في الإسلاميات التطبيقية في‬
 ‫والقوميات والأعراف لكي تصل‬             ‫التي تدعو إلى تصالح الإنسان‬           ‫الحقيقة المُعاشة للمجتمعات‬
‫إلى الإنسان في كل مكان‪ ،‬فإذا ما‬       ‫مع ذاته بطريقة علمية وفق نظام‬     ‫الإسلامية والقضايا المتراكمة التي‬
‫استثنت من نعيمها إنسا ًنا واح ًدا‬     ‫أخلاقي معاش على أرض الواقع‪،‬‬         ‫تعاني منها‪ ،‬وعليه إتقان المناهج‬
    ‫لن تكون هناك نزعة إنسانية‬            ‫مع عدالة اقتصادية ومساواة‬
                       ‫حقيقية‪.‬‬          ‫في الفرص‪ ،‬معتب ًرا أن هذه هى‬           ‫متعددة الجوانب وآلياتها‪.‬‬
                                     ‫الأنسنة الحقيقية والفلسفة القائمة‬      ‫أوضحت الدراسة أن صعوبة‬
                                     ‫على احترام الإنسان باعتباره أعلى‬        ‫تطبيق الإسلاميات التطبيقية‬
                                                                        ‫تتمثل في رفض الجماهير الشعبية‬
                                                    ‫شيء في الوجود‪.‬‬           ‫والطبقة المثقفة نتيجة للقوى‬

                                                                        ‫محمد أركون‬
   107   108   109   110   111   112   113   114   115   116   117