Page 113 - ميريت الثقافية- العدد (29) مايو 2021
P. 113

‫‪111‬‬                ‫تجديد الخطاب‬

                                                                ‫لم تغفل الدراسة‬

                                                                ‫استعراض الانتقادات‬

                                                                ‫التي تم توجيهها إلى‬

                                                                ‫المشروع الأركوني‬

                                                                ‫في نقاط كالتالي‪:‬‬

                                                                ‫البعض وجه له نق ًدا‬
                                                                ‫حول عدم امتلاكه‬

                                                                ‫آليات الإصلاح بقدر‬

                                                                ‫امتلاك آليات النقد‪،‬‬

                                                                ‫وعدم امتلاك القابلية‬

                                                                ‫إلى التطبيق بقدر ما‬

                                                                ‫حمل مشروعه من‬

                                                                ‫تنظير‪ ،‬ورأى البعض‬

                                                                ‫ابتعاده عن الواقع‬

                                                                ‫ووقوعه في المثاليات‪،‬‬

‫محمد عابد الجابري‬  ‫د‪.‬حسن حنفي‬       ‫جورج طرابيشي‬                ‫كما اعتبره د‪.‬حسن‬
                                                                   ‫حنفي في حوار‬

                                                                ‫خاص مع الباحثة أنه هرب من‬

‫عن الأيديولوجيا‪ ،‬مرتك ًزا على كل‬    ‫دوره كتنويري ببلده الجزائر‪ ،‬العميقة لكتاباته‪.‬‬

‫من الحداثة‪ -‬الكونية‪ -‬العقل‪-‬‬         ‫أما جورج طرابيشي فاعتبر أنه في الفصل الثالث تناولت‬
                                    ‫كان وسي ًطا فاش ًل ما بين الشرق الدراسة فلسفة الإصلاح عند‬
                   ‫العلم‪ -‬الأخلاق‪.‬‬  ‫أركون‪ ،‬مستعرضة أو ًل الفكر‬

‫أما آليات تطبيق الإصلاح‬                                         ‫والغرب‪ .‬في حين رأت الباحثه‬
‫فاعتمدت على النقد أو ًل بهدف‬
                                    ‫الإصلاحي العربي تاريخيًّا‪،‬‬  ‫أن أركون أصاب أو أخطأ فقد‬

‫اجتهد وعمل بإخلاص على تجديد ومراحل تطوره‪ ،‬ثم ركزت على الهدم‪ ،‬ومن ثم التنقية بهدف‬

     ‫الفكر الإسلامي‪ ،‬وسعى إلى هدفه الإصلاح عند أركون والتي رأت إعادة البناء والتركيب‪.‬‬

‫الذي وضعه منذ اللحظة الأولى أن أهدافه الإصلاحية تمثلت في واحتلت شروط الإصلاح عنده‬

‫مكانة مميزة ومن بينها تفهم‬          ‫وهو القفز بالعالم الإسلامي إلى تطبيق التحليلات النقدية على‬

‫الحداثة والوعي بها وعيًا حقيقيًّا‬   ‫المرحلة الحديثة‪ ،‬بمعنى نقد‬  ‫عالم الحداثة وما بعدها‪ ،‬وعلى‬

‫يديه تعرف الفكر الإسلامي على الحداثة والقدامة م ًعا لفتح الطرق مميِّ ًزا في ذلك بين الحداثة‬
‫المسدودة واستكشاف الحلول والتحديث؛ بالإضافة إلى السير‬           ‫مصطلحات ومفاهيم حديثة‪،‬‬

‫كما وضع يده على القضايا التي الفكرية الممكنة للخروج من المأزق في طريق الحداثة ببطء‪ ،‬مع‬

‫الحالي‪ ،‬والوصول إلى توافق ما الحرص على تفكيك المصطلحات‬          ‫ظل الفكر الإسلامي يتعامل‬

‫المتداولة‪ ،‬هذا مع توصية بتأسيس‬      ‫معها باعتبارها مسلمات لا يجب بين الفكر القديم والحديث‪.‬‬

‫المساس بها؛ ولم يتنصل أركون ومن أهدافه الاصلاحية أي ًضا فرز معجم جديد يتناسب مع عصر‬
‫من الفكر الإسلامي بل إنه اعتبر أنظمة الفكر القديمة بالقياس إلى الحداثة‪ .‬وقدمت الدراسة خطوات‬

‫التوحيدي توأمه الفكري‪ ،‬وكان ما فرضته الحداثة الفكرية؛ حيث تمهيدية من مقترحات أركون في‬

‫إن الهدف الرئيسي لدى أركون متن كتاباته لتسيير انتقال العالم‬     ‫ناق ًدا للفكر الإسلامي العربي‪،‬‬

‫الإسلامي إلى عصر الحداثة‪،‬‬           ‫في الإصلاح هو وضع الفكر‬     ‫وطالبت الدراسة بضرورة‬

‫الالتفات إلى فكر أركون والدراسة الإسلامي فكر ًّيا وروحيًّا بعي ًدا من بينها نقد العقل الإسلامي‪،‬‬
   108   109   110   111   112   113   114   115   116   117   118