Page 122 - ميريت الثقافية- العدد (29) مايو 2021
P. 122

‫العـدد ‪29‬‬                             ‫‪120‬‬

                                 ‫مايو ‪٢٠٢1‬‬                          ‫تطرق خارج بنية الجملة‬
                                                                    ‫لفترة طويلة‪ ،‬قبل أن يتم‬
 ‫سوليكس‪ ،‬سترايد ‪،)2005‬‬               ‫والأغنياء علا ًجا للجميع‪،‬‬        ‫تحديده على هذا النحو‪،‬‬
‫ور ّشح كتابه الثاني (هاربور‬        ‫ضد الألم‪ ،‬وتقاتل السموم‪،‬‬       ‫واستنطاقه بواسطة إليوت‬
  ‫ما وراء الفيلم ‪)2007 salt‬‬        ‫لها فوائد ضد ثلاثة‪ ،‬وضد‬       ‫أو من خلال التفكير‪ .‬بيد أن‬
                                  ‫ثلاثين‪ ،‬ضد يد العدو‪ ،‬وضد‬        ‫السرياليين والإثنوبوتكس‬
      ‫لجائزة الشعر المتطور‪.‬‬         ‫المكائد النبيلة‪ ،‬وضد سحر‬
   ‫أعطت له مجموعته الثالثة‬                                             ‫ليس لديهم مشكلة في‬
 ‫(فندق الصداع النصفي ‪salt‬‬               ‫المخلوقات الدنيئة»(‪.)17‬‬   ‫انفتاح القارئ على إمكانات‬
 ‫‪ )2009‬مزي ًدا من الاعتراف‬           ‫تم تشكيل الشعر النثري‬
  ‫النقدي‪ .‬يشير تود سويفت‬            ‫‪-‬بالتأكيد‪ -‬بوصفه مزي ًجا‬         ‫جديدة‪ .‬ويمكن أن نضع‬
 ‫‪-‬على سبيل المثال‪ -‬في موقع‬         ‫من الصدمة والابتكار ضد‬          ‫في اعتبارنا ‪-‬بوصفه مثا ًل‬
 ‫شعر لندن ‪ 65‬إلى أن كينارد‬       ‫التقاليد الشعرية‪ .‬فكرة إدخال‬       ‫على هذا الاتجاه‪ -‬قصيدة‬
‫«يقدم أسلو ًبا ممي ًزا للشعر في‬    ‫النثر غير الأدبي إلى الشعر‬       ‫(سحر الأعشاب التسعة)‬
‫المملكة المتحدة‪ ..‬ولديه مقدرة‬    ‫تم قبولها بوصفها شك ًل من‬
    ‫على معالجة أي موضوع‬             ‫أشكال التخريب الحداثية‪،‬‬           ‫التي ظهرت في جيروم‬
 ‫باللغة التي يحتاجها»(‪ .)18‬في‬         ‫ولذلك انتشر هذا النوع‬           ‫روتنبرج ‪ 1968‬ضمن‬
  ‫حين أنه ليس جدي ًدا تما ًما‪،‬‬    ‫بوصفه استراتيجية وابتكا ًرا‬      ‫مختارات التقنيين المقدسة‬
‫إلا أن القارئ يفكر على الفور‬       ‫إلى مدى أصبح فيه بحلول‬            ‫(‪ )349 -347‬بوصفها‬
     ‫في روح الدعابة الجامدة‬           ‫عقد الثمانينيات مساحة‬      ‫قصيدة(‪ .)16‬هذا نص سحري‬
     ‫لمارتن ستانارد ونطاقها‬         ‫نمو وتطور‪ ،‬وبحلول عقد‬        ‫أنجلو ساكسوني من القرن‬
   ‫الواسع‪ ،‬وفي المونولوجات‬          ‫التسعينيات أصبح أسلو ًبا‬     ‫العاشر بمكونات ومتوازيات‬
                                      ‫مؤس ًسا في كتابة الشعر‬         ‫من الألمانية والنورسية‪،‬‬
      ‫الهزلية الفريدة لجاري‬            ‫داخل الشعر الأمريكي‪.‬‬          ‫قد ترجم بدون فواصل‬
‫بوزويل‪ ،‬بالإضافة إلى العديد‬                                       ‫سطرية‪ .‬إنه يرتبط بالوثنية‬
                                       ‫لم تختف قصيدة النثر‬          ‫والأساطير‪ ،‬ويخضع بلا‬
    ‫من المونولوجات الأخرى‬           ‫من إنجلترا أب ًدا‪ .‬ومع ذلك‬   ‫شك للتدخل المسيحي‪ ،‬يأخذ‬
  ‫بوصفها أسلا ًفا سابقة‪ ،‬إنه‬         ‫فهي تتمتع حاليًا بنهضة‬         ‫القارئ إلى عالم آخر‪ ،‬وله‬
  ‫مميز بشكل جلي‪ ،‬وله قبول‬                                            ‫قوة الشعر عندما ينشد‬
 ‫كبير‪ .‬نجح كينارد في تطبيق‬             ‫في بريطانيا‪ ،‬بتوسع في‬         ‫بصوت عال‪ .‬هذه الجدة‬
  ‫استراتيجيات قصيدة النثر‬           ‫الإمكانات والاعتراف بها‪.‬‬       ‫أو النوعية تجعله من أقدم‬
‫الفرنسية والأمريكية في النمط‬        ‫فقد انضم أصغر الشعراء‬         ‫قصائد النثر‪ ،‬ويعيدنا دائ ًما‬
   ‫الإنجليزي‪ .‬هنا بداية نصه‬          ‫مثل لوك كينارد‪ ،‬وفاهني‬        ‫إلى الترابط الممكن والدلالة‬
                                   ‫كابيلديو‪ ،‬وباتريشيا ديبني‬          ‫التي يمكن أن تحشدها‬
             ‫(هبوط الكلب)‪:‬‬
 ‫قبل ولادتي تنبأ الع ّراف (لن‬          ‫وإليزابيث بلتسوي إلى‬                   ‫قصيدة النثر‪:‬‬
                                      ‫الشعراء الأكبر سنًّا مثل‬   ‫«جاءت دودة زاحفة‪ ،‬مزقت‬
   ‫تكون مسمو ًعا في الضحك‬           ‫جافين سيليري وإليزابيث‬       ‫رج ًل إلى قسمين‪ ،‬أخذ ودن‬
 ‫للكثيرين من الأطباء)‪ ،‬عندما‬         ‫كوك وبيتر رايلي وبريان‬
                                     ‫كاتلينج ومارتن ستانارد‬        ‫تسعة أغصان مقدسة‪ ،‬ثم‬
   ‫ولدت قاموا بربط شريطة‬              ‫وجيرالدين مونك وآلان‬        ‫ضرب الأفعى التي تفككت‬
       ‫حمراء حول معصمي‪،‬‬                ‫هالسي في هذا الإحياء‪.‬‬      ‫إلى تسعة أجزاء‪ ،‬جهز ودن‬
                                      ‫فاز كينارد بجائزة إريك‬      ‫الأغصان التسعة‪ ،‬وأرسلها‬
   ‫ووضعوا فر ًوا على ظهري‬                                          ‫إلى العوالم السبعة للفقراء‬
 ‫حتى يتمكن أبي الكفيف من‬               ‫جريجوري بمجموعته‬
                                     ‫الشعرية النثرية (الأخوة‬
    ‫التفريق بيني وبين الكلب‬
    ‫من السلالة الصلعاء‪ .‬هذا‬
  ‫لم ينجح‪ ،‬ولم يبق الفرو في‬
   117   118   119   120   121   122   123   124   125   126   127