Page 120 - ميريت الثقافية- العدد (29) مايو 2021
P. 120

‫العـدد ‪29‬‬                     ‫‪118‬‬

                               ‫مايو ‪٢٠٢1‬‬               ‫ومن جاء بعدها من أسلاف‬
                                                          ‫كان لديهم توجه مزدوج‬
   ‫أندرو دنكان (أسس تحت‬             ‫تظل قصيدة النثر‬
‫الأرض)(‪ .)9‬تناقش سانتيلي‬        ‫التي ينظر إليها على‬     ‫تجاه أسئلة الهوية‪ ،‬والقيود‬
  ‫وروبنسون بثبات القصيدة‬                                ‫الرسمية للغة والشعر الذي‬
‫في إطار الشعر النثري في هذا‬        ‫أنها قصيدة بدون‬       ‫يتعارض مع انفتاح العالم‪،‬‬
                               ‫فواصل سطرية حاملة‬        ‫واكتشاف التباين من خلال‬
   ‫المجلد‪ ،‬ولكني هنا أريد أن‬
   ‫أشير باختصار إلى المفتاح‬        ‫للتوتر بين السطر‬        ‫اللغة‪ .‬في محاضرة دون‬
                                  ‫وبنية الجملة‪ ،‬دون‬    ‫باترسون (فن الشعر المظلم)‬
     ‫الرئيس الذي يجعلها في‬         ‫استخدام نهايات‬
‫ذاتها كلاسيكية داخل الشعر‬        ‫للأسطر‪ .‬لديها قدرة‬       ‫‪ 2004‬عن ت إس إليوت‬
                                                         ‫قال فيها‪« :‬السباكون فقط‬
   ‫النثري‪ .‬هناك درجة عالية‬          ‫على بناء الحركة‬       ‫من يستطيعون السباكة‪،‬‬
‫من التكنيك الشعري في شكل‬       ‫والإيقاع والموسيقى‪،‬‬     ‫وصانعو الأسقف يصنعونه‪،‬‬
                               ‫وإنتاج المعنى مثلها‬
    ‫ضغط إيقاعي وموسيقي‬         ‫مثل الشعر الحر‪ ،‬فقط‬           ‫وكذلك عازفو الطبول‬
  ‫في جمل ذات أطوال مختلفة‬       ‫عليها أن تولد التوتر‬     ‫وحدهم يستطيعون الطبل‪،‬‬
                                ‫الدرامي والأزمات من‬   ‫والشعراء وحدهم من يكتبون‬
      ‫مع توتر ضخم ودراما‬
‫وموضوعات متفاوتة التكرار‪.‬‬           ‫خلال بنية الجملة‬                   ‫الشعر»(‪.)4‬‬
                                 ‫والعلاقة واستخدام‬      ‫لقد ذكرت أن قصيدة النثر‬
 ‫وفيها تناسق سردي يعيدنا‬
 ‫بقوة إلى ذكرى قراءة كافكا‪،‬‬             ‫اللغة وحدها‬       ‫جزء من الخطاب المضاد‪.‬‬
                                                              ‫وأعتقد أن ذلك يمكن‬
   ‫والأمواج لفرجينيا وولف‪.‬‬     ‫ديفيد كادي‬
       ‫هناك على سبيل المثال‬                              ‫ملاحظته بشكل جزئي في‬
                                                      ‫نقد روي فيشر‪ ،‬وفي قصيدته‬
   ‫جهد من الراوي للوصول‬                                ‫النثرية (أوركسترا السفينة)‬
    ‫للانسجام‪ ،‬ليصبح آخر‪،‬‬
  ‫«أن تكون شخ ًصا آخر‪ :‬أن‬                                 ‫‪ .)5(1966‬قبل وقت قريب‬
    ‫تكون إيمي»‪ ،‬و»لو تمكنا‬                            ‫(بما في ذلك هذا المجلد) هناك‬
   ‫فقط من اللعب م ًعا على آلة‬                         ‫اهتمام محدود بقصيدة فيشر‬
    ‫واحدة»(‪ )10‬الموقع الدقيق‬
‫للموسيقيين في سرد السفينة‬                                  ‫في ضوء الشعر النثري‪.‬‬
   ‫هو حالة ذهنية‪ .‬كل حدث‬                                  ‫في كتاب نقدي عن فيشر‬
‫يأخذ مكانه داخل العقل المرن‬                             ‫ح ّرره جون كريجان وبيتر‬
  ‫للشخصية التي لديها فكرة‬                                 ‫روبنسون يشير روبرت‬
‫غير محددة عن عازف البيانو‬                                ‫شيبارد في مقالته إلى عمله‬
 ‫الأصيل‪ .‬هو سكير‪ ،‬وع َّراف‪،‬‬                                ‫باعتباره العمل «الأقرب‬
   ‫وك َّذاب‪ ،‬ومتكاسل‪ ،‬يحاول‬                            ‫الذي يجعله مرتب ًطا بالخيال‬
  ‫أن يجد نفسه كموسيقي في‬                                ‫النثري»(‪ .)6‬وبالمثل يتجاهل‬
 ‫البحر‪ ،‬في فرقة غير مسموح‬                               ‫روبرت شيبارد في دراسته‬
    ‫لها بالعزف‪ .‬وجهة نظره‬                                ‫(شعر القول) تضمين هذا‬
‫متحيزة‪ ،‬تكعيبية‪ .‬إنه بوهيمي‬                            ‫العمل في تناوله لفيشر(‪ .)7‬لا‬
 ‫في آن واحد‪ ،‬ملت ٍو وفي ضوء‬                              ‫يوجد لها أي ذكر في كتاب‬
                                                         ‫(الوحي المتح ّرر)(‪ )8‬لشون‬
            ‫الإدراك الحسي‪:‬‬                              ‫أوبراين‪ ،‬أو أي إشارة بقلم‬
  ‫فكر في طعم كل الأشخاص‬

     ‫الذين تراهم ماذا يشبه‪،‬‬
   115   116   117   118   119   120   121   122   123   124   125