Page 119 - ميريت الثقافية- العدد (29) مايو 2021
P. 119

‫حول العالم ‪1 1 7‬‬

‫الحاضر المزعج وغير المألوف‬    ‫بشكل عام بنفوره تخصيص‬              ‫النثر في الشعر الإنجليزي‬
     ‫لجوانب هذا العالم التي‬     ‫إرنست داوسون وأوسكال‬               ‫وإمكاناتها هو الذي أود‬
                                   ‫وايلد للرمزية الفرنسية‪.‬‬                      ‫مناقشته‪.‬‬
‫استولى عليها هؤلاء الشعراء‪.‬‬     ‫أدرك إليوت الإمكانات غير‬
      ‫تظل قصيدة النثر التي‬         ‫المكتشفة لكل من الشعر‬         ‫يمكن اعتبار قصيدة النثر‬
                                ‫والنثر‪ ،‬ولكنها حثّت الكتّاب‬      ‫موق ًعا للصراع والتخريب‬
  ‫ينظر إليها على أنها قصيدة‬     ‫على كتابة أحدهما أو الآخر‪،‬‬
       ‫بدون فواصل سطرية‬         ‫ولم يقوموا بالجمع بينهما‪.‬‬           ‫المحتمل داخل مجموعة‬
                                  ‫ماذا يشكل الخط الفاصل‬              ‫متنوعة ومتغايرة من‬
    ‫حاملة للتوتر بين السطر‬     ‫والحدود بين الشعر والنثر‪،‬‬
 ‫وبنية الجملة‪ ،‬دون استخدام‬                                     ‫الأشكال الشعرية‪ ،‬ومناقشة‬
 ‫نهايات للأسطر‪ .‬لديها قدرة‬    ‫وهكذا وجد النقاش‪ ،‬ولا يزال‬          ‫وبحث هذه الأشكال‪ .‬هي‬
                                                 ‫مستم ًّرا‪.‬‬       ‫جزء من الخطاب المضاد‬
    ‫على بناء الحركة والإيقاع‬                                    ‫من خلال افتقادها للوجود‬
   ‫والموسيقى‪ ،‬وإنتاج المعنى‬       ‫دخلت قصيدة النثر فعليًّا‬
 ‫ميلها مثل الشعر الحر‪ ،‬فقط‬     ‫إلى الشعر الإنجليزي بسبب‬       ‫العام داخل الشعر الإنجليزي‬
‫عليها أن تولد التوتر الدرامي‬                                  ‫السائد‪ .‬هناك تاريخ قليل ج ًّدا‬
    ‫والأزمات من خلال بنية‬          ‫تأثير الرمزية الفرنسية‪،‬‬
  ‫الجملة والعلاقة واستخدام‬          ‫والحداثة المبكرة‪ .‬أتذكر‬      ‫لقصيدة النثر الإنجليزية‪،‬‬
‫اللغة وحدها‪ .‬فهي بطريقة ما‬         ‫اكتشافي الخاص لديوان‬               ‫ونقص في الدراسات‬
 ‫لديها حرية فتح الاحتمالات‬           ‫بودلير «سأم باريس»‬
    ‫والإمكانات والابتعاد عن‬         ‫بترجمة لويس فاريس‬               ‫والمجلات المكرسة لهذا‬
  ‫الصلابة الخانقة والإغلاق‪.‬‬   ‫(الاتجاهات الجديدة‪،)1970 ،‬‬      ‫الموضوع‪ .‬ومع ذلك يبدو أنها‬
    ‫اعترض إليوت على النمط‬        ‫وتعقب قصائده من النبيذ‬
 ‫القديم الزائف لقصيدة النثر‪،‬‬      ‫والحشيش‪ ،‬وفتنتي بهذا‬         ‫كانت ثابتة‪ ،‬وأعيد اكتشافها‬
 ‫وقد أشار بشكل غير مباشر‬       ‫النوع الغريب المغاير(‪ .)3‬وجد‬    ‫وتطويرها من خلال التوجه‬
 ‫إلى أن قصيدة النثر لا يمكن‬    ‫هناك تفاعل مستمر منذ ذلك‬
   ‫أن تعتمد فقط على المحاكاة‬    ‫الوقت‪ ،‬حيث تغذى الشعراء‬            ‫الفردي الحداثي المتأخر‬
    ‫الموسيقية للنظم في سرد‬       ‫الإنجليز‪ ،‬وأدخلوا في وقت‬      ‫للشعراء والكتّاب الطليعيين‪.‬‬
                                    ‫لاحق الخطاب الشعري‬        ‫يمكن تتبع أصل هذا الصراع‬
                     ‫واحد‪.‬‬    ‫الفرنسي‪ ،‬ووصلت الترجمات‬
   ‫هناك حاجة لإيجاد بدائل‪.‬‬     ‫الفرنسية إلى إنجلترا‪ .‬القائمة‬     ‫في توصيف أوسكار وايلد‬
    ‫إسهامه الخاص بقصيدة‬       ‫الجزئية منذ داوسون ووايلد‬           ‫لقصيدة النثر في رسالته‬
  ‫نثر (هستيريا) يكشف عن‬        ‫يمكن أن تضم بيكيت‪ ،‬ديفيد‬         ‫إلى اللورد ألفريد دوجلاس‬
‫توجه أسلوبه نحو الخرافة في‬    ‫جاسكوين‪ ،‬نورمان كاميرون‪،‬‬            ‫(الفاسقة) في عام ‪،1983‬‬
‫استخدامه للهزلي والفانتازيا‪.‬‬     ‫تشارلز توملينسون‪ ،‬روي‬
                              ‫فيشر وبيتر ريدجروف‪ ،‬ولي‬                ‫وما تلاه من الارتباط‬
        ‫بالرغم من استهجان‬     ‫هاروود‪ ،‬وجون آش‪ .‬قصيدة‬           ‫اللاحق بالانحطاط الجنسي‬
   ‫إليوت فإن الفشل الواضح‬        ‫النثر ‪-‬في ارتباطها بالعالم‬
   ‫لقصيدة النثر المنحلة أدى‬      ‫الحديث واللغة والفكر غير‬            ‫الفرنسي والانحراف‬
 ‫إلى وجود عتبات واضحة في‬        ‫الرسميين‪ -‬يمكن من خلال‬            ‫والبذاءة في قراءة العقلية‬
  ‫الشعر الإنجليزي في عقدي‬        ‫طبيعتها الهجينة‪ ،‬أن تقدم‬        ‫الإنجليزية‪ .‬تم تعزيز ذلك‬
    ‫العشرينيات والثلاثينيات‬                                     ‫وتوضيحه من خلال مقالة‬
                                                                  ‫ت إس إليوت (حد النثر)‬
     ‫من القرن الماضي‪ .‬ومن‬                                         ‫(‪ )2‬استنا ًدا إلى نقده لعمل‬
 ‫الواضح فيما بعد أن الحركة‬                                      ‫ريتشارد ألدنجتون (عشق‬
                                                                ‫مرهين وكوناليس وقصائد‬
                                                               ‫نثرية أخرى) (‪ .)1917‬تهتم‬
                                                              ‫المقالة بالتعريف والإمكانيات‪،‬‬
                                                                  ‫ويمكن أن تكون مرتبطة‬
   114   115   116   117   118   119   120   121   122   123   124