Page 132 - ميريت الثقافية- العدد (29) مايو 2021
P. 132
العـدد 29 130
مايو ٢٠٢1 مبتسمة طوال الوقت ،ينظر
للقرود المرسومة على الشال
يسر على ما يرام ،وأساعدك يشعر بإحباط من ابنته التي
لتجدي الشخص المناسب في يشاركها نفس اللغة ولكن فوق رأسها والتي تعلو
لا يمكنه أن يشاركها لحظة وجهها ابتسامة عريضة وهي
المرة القادمة ،فأن ِت ابنتي، ود ،بعد برهة« :تعرفين؟
ولا أريدك أن تلدغي من المرأة لا ينبغي أن تسأل تتمايل لأعلى ولأسفل عندما
مثل هذه الأسئلة المباشرة، تضحك السيدة ،بعدما تنهي
نفس الجحر مرتين».
« -بابا ،أنا لم أسألك من فالمرأة العاقلة تراعي شعور حديثها يقول:
قبل ،ولكن كم المدة التي الآخرين ،وتعرف كيف تجعل «يا لنا من محظوظين ،ففي
تخطط لقضائها في أمريكا؟». أمريكا يمكننا أن نتحدث أي
الناس يتحدثون».
« -حتى تتعافين». « -أنا مطلقة ،لذلك -وف ًقا شيء».
تقف ابنته بينما أرجل لمعاييرك -فأنا لست امرأة فتومئ السيدة« :أحب أمريكا
الكرسي تتشاجر مع
الأرضية« .ولكننا العائلة عاقلة». فهي بلد جيد».
الوحيدة لكلينا الآن» .ينطق يتجاهلها السيد شي لأنه في هذا المساء يخبر السيد
السيد شي بهذه الكلمات يعتقد أنها تسخر من كلامه:
كأنه يتوسل إليها ،ولكن شي ابنته« :قابلت امرأة
الابنة تغلق باب غرفة نومها «أمك كانت مثا ًل للمرأة إيرانية في الحديقة ،هل
قبل أن يضيف أي شيء العاقلة».
آخر ،ينظر السيد شي إلى قابلتيها من قبل؟».
الأطباق التي لم تمد ابنته سألته وعيناها -اللتان « -لا».
يدها إليها إلا قلي ًل ،مكعبات تنظران مباشرة في عينيه-
التوفو المقلية المحشوة أكثر شراسة مما يعرفهما: « -ينبغي أن تقابليها يو ًما
بفطر عيش الغراب المفروم، ما فهي متفائلة ،وستنير ل ِك
والجمبري والزنجبيل، «هل نجحت في جعلك الطريق في وضعك الحالي».
بالإضافة إلى مجموعة من تتحدث؟».
براعم الخيزران والفلفل تسأله ابنته دون أن ترفع
الأحمر والبسلة المجمدة، « -أمك لم تكن عدوانية». عينيها من طبق طعامها« :وما
على الرغم أن ابنته تظهر « -بابا ..أو ًل اتهمتني أنني
إعجابها بطهيه كل مسا ٍء ،إلا هادئة ج ًّدا ،فبدأت أتحدث، هو وضعي الحالي؟».
أنه يشعر بالفتور في مدحها، وها أنت تقول إنني أتحدث وعندما لا تصدر ابنته أية
فهي لم تعرف أن الطهي حركة تساعد في بقاء عجلة
أصبح دعواته ،ولكنها تركتها بطريقة غير لائقة». الحوار دائرة بينهما يقول:
« -الحديث ليس توجي ًها «أنت تخبريني أنك تمرين
بلا جواب. للأسئلة فحسب ،ولكنه
«ربما قامت الزوجة بعمل أي ًضا أن تخبر الآخرين عن بفترة قاتمة».
يساهم في إسعاد الابنة».. شعورك تجاههم وأن تحثهم « -وكيف عرفت أنها ستلقي
بهذه الكلمات يتحدث السيد ليخبروك عن شعورهم
شي إلى السيدة في صباح بضوئها على حياتي؟».
اليوم التالي ،يشعر السيد تجاهك». يفتح السيد شي فمه ،ولكنه
« -بابا ،منذ متى أصبحت
شي براحة أكثر الآن في لا يجد أي إجابة حيث
الحديث معها باللغة الصينية: معال ًجا نفسيًا؟». يخشي أن يخبر ابنته أنه
« -أنا هنا لأساعدك ،وأنا يتحدث مع السيدة بلغات
أبذل قصارى جهدي في ذلك، مختلفة فتعتقد أنه رجل
أريد أن أعرف لماذا انتهى عجوز طار عقله ،الأشياء
بك الأمر إلى الطلاق ،أريد التي تبدو منطقية في وقت
أن أعرف ما الشيء الذي لم ما ،تبدو عبثية عند النظر
إليها من زاوية مختلفة،