Page 134 - ميريت الثقافية- العدد (29) مايو 2021
P. 134
العـدد 29 132
مايو ٢٠٢1 بائسة كما تخيلت».
« -هل هو أمريكي؟».
قبل أن ترد بصوت أكثر « -ولكن ،لماذا؟». « -هو الآن أمريكي ،ولكنه ذا
نعومة« :هذا مختلف يا أبي، « -تفشل الأشياء في الزواج
أصول رومانية».
فنحن نتحدث الإنجليزية، يا أبي». « -على الأقل أن هذا الرجل
وهي أسهل حيث لا أتحدث « -إ َّن ليلة واحدة كزوج
وزوجة في السرير ،تجعلهما نشأ في بلد شيوعي».
الصينية جي ًدا». مغرمان ببعضهما لمئات هكذا يحاول السيد شي
« -عذر مضحك». السنوات ،كن ِت متزوجة منذ أن يكون إيجابيًّا فيقول:
« -بابا ،لو نشأت في لغة سبع سنوات ،كيف استطع ِت «هل تعرفينه جي ًدا؟ هل
لم تستعملها قط لتعبر عن أن تفعلي ذلك بزوجك؟ على يفهمك -أعني يفهم أصولك
مشاعرك سيكون من الأسهل أية حال ،ماذا كانت المشكلة وثقافتك -جي ًّدا؟ تذ ّكري ،أنه
أن تستخدم لغة أخرى، بينكما بالإضافة لعلاقتك لا يمكنك ارتكاب نفس الخطأ
وتتحدث باللغة الجديدة أكثر، مرتين لذا يجب أن تكوني
فهذا يجعلك شخ ًصا جدي ًدا». الصغيرة خارج إطار
« -هل تلوميني أنا وأمك على الزواج؟». حريصة ح ًّقا؟».
« -نحن نعرف بعضنا
فجورك؟». لقد كان آخر ما ر ّبى السيد البعض منذ زمن طويل».
« -هذا ليس ما أقوله يا شي ابنته عليه أن تكون « -وقت طويل؟ شهر ليس
امرأة خائنة.
أبي». وقتًا طوي ًل».
« -ولكن ،أليس هذا ما « -ليس هناك داع للحديث « -أكثر من ذلك يا أبي».
تقصدينه؟ فنحن لم نحسن عن هذا الآن». « -شهر ونصف في الأغلب،
تنشئتك في التحدث باللغة صحيح؟ اسمعي ،أنا أعرف
الصينية لذا قرر ِت أن تجدي يضرب السيد شي المنضدة أنك تتألمين ،ولكن المرأة لا
لغة جديدة وحبيب جديد، بيده قائ ًل« :أنا أبوك ،ومن ينبغي أن تتهور خصو ًصا
عندما لم تتحدثي مع زوجك في وضعك كامرأة مطلقة
بأمانة عن زواجكما». حقي أن أعرف».
« -أنت لم تتحدث قط وكذلك « -كانت المشكلة أنني لم ووحيدة ،فهم يرتكبون
أمي عندما علمتما بوجود أتحدث أب ًدا بالدرجة الكافية أخطاء ج َّراء الوحدة».
مشكلة في زواجكما ،فتعلمت إلي زوجي ،ونتيج ًة لذلك كان تنظر ابنته لأعلى قائلة« :بابا،
يشك دائما أنني أخبّئ شيئًا لم يكن زواجي كما اعتقد َت،
أنا أي ًضا ألا أتحدث». عنه ،لأنني كنت هادئة».
« -أنا وأمك لم يكن لدينا « -كن ِت تخبئين حبيبًا عنه». فأنا لم أُط َلق».
مشاكل قط ،فقد كنا فقط تتجاهل ابنته كلامه وتواصل ينظر السيد شي إلى ابنته،
حديثها« :كلما طلب مني أن عيناها تصارحان بارتياح
أنا ًسا الهدوء سمتهم». أتكلم ،كلما ازدادت رغبتي في
« -ولكن هذه كذبة». الهدوء والوحدة ،فأنا لا أجيد وعزم ،للحظة يريدها أن
« -لا ،إنها ليست كذلك، الكلام ،كما استنتجت أنت». تبوح بأي تفصيلة إضافية،
أعلم أنني ارتكبت خطأً كبي ًرا « -لكن هذه كذبة ،فأن ِت ولكنها ككل البشر بمجرد أن
لانشغالي الشديد بعملي، تحدث ِت على الهاتف ت ًّوا بلا تبدأ في الحديث فلا يستطيع
ولكن عليك أن تستوعبي حياء ،تحدث ِت وضحك ِت إيقافها« ،بابا ،لقد تم الطلاق
أنني كنت هاد ًئا بسبب بسبب هذا الرجل ،كنت أنا
كفاجرة». من طلقت ،إذا أردت استخدام
وظيفتي». تنظر ابنة السيد شي إليه
قالت ابنته والشفقة في للحظة طوي ًل وهي مصابة هذا المصطلح».
عينيها« :أبي ،أنت تعلم أن بالذهول من حدة كلماته