Page 130 - ميريت الثقافية- العدد (29) مايو 2021
P. 130

‫العـدد ‪29‬‬                            ‫‪128‬‬

                              ‫مايو ‪٢٠٢1‬‬                        ‫فيطرح أسئلة عن الجانب‬
                                                               ‫الذي لا يعلمه من حياتها‪،‬‬
‫تتحدثين معي عن سعادتك؟‬        ‫«من أين أتيت بهذا‬             ‫فيسألها عن يومها في العمل‬

‫أخبريني أكثر عن عملك؟‬         ‫الاستنتاج؟ فأنا أستمتع‬             ‫فتجيبه بإعياء‪« :‬بخير»‪.‬‬
                                                               ‫لا تفتر همته فيسألها عن‬
‫‪« -‬أنت أي ًضا لم تتحدث‬        ‫بحياتي فعليًّا»‪.‬‬              ‫زملائها‪ ،‬هل يوجد إناث أكثر‬
‫‪« -‬لكن هذه كذبة‪ ،‬فالشخص كثي ًرا عن عملك‪ ،‬أتتذكر؟‬               ‫من الذكور؟ كم أعمارهم؟‬
‫السعيد لن يكون أب ًدا هاد ًئا حتى عندما سألتك»‪.‬‬
‫‪« -‬عا ِل صواريخ‪ ،‬أن ِت‬        ‫ج ًّدا هكذا»‪.‬‬                      ‫إذا كانوا متزوجين هل‬
‫ترفع عينيها من سلطانية تعلمين كيف كان عملي؛ كان‬               ‫لديهم أطفال؟ يسألها ماذا‬
‫الأرز أمامها قائل ًة‪« :‬بابا‪ ..‬سر ًّيا»‪.‬‬
‫لقد اعتدت أن تكون هاد ًئا‪ ،‬ترد ابنته‪« :‬أنت لم تتحدث‬              ‫تتناول على الغداء‪ ،‬وهل‬
                                                                 ‫تأكل بمفردها؟ ما نوع‬
‫هل تتذكر؟ ألم تكن سعي ًدا عن أي شيء»‪.‬‬                         ‫الكمبيوتر الذي تستخدمه‪،‬‬
‫يفتح السيد «شي» فمه لكنه‬      ‫حينها؟»‪.‬‬                       ‫وما هي الكتب التي تقرأها؟‬
                                                            ‫يسألها عن مدرستها القديمة‬
‫لا يستطيع السيد شي الرد لا يستطيع التحدث‪ ،‬وبعد‬                 ‫وأصدقائها والناس الذين‬
‫على ابنته‪ ،‬فهو لم يعتد منها ُبره ٍة‪ ،‬يقول‪« :‬أنا أتحدث أكثر‬   ‫يعتقد أنها لا تتواصل معهم‬
‫الآن‪ ،‬أتطور‪ ،‬أليس كذلك؟»‪.‬‬     ‫على مثل هذه الصراحة‬               ‫بسبب شعورها بالخزي‬
                                                               ‫جراء طلاقها‪ ،‬يسألها عن‬
‫والوضوح‪ ،‬ينتظرها لتعتذر تجيب ابنته‪« :‬بالتأكيد»‪.‬‬                  ‫خططها المستقبلية آم ًل‬
                                                               ‫أن تتفهم الضرورة الملحة‬
‫وتغير الموضوع كما يفعل فيخبرها‪:‬‬                               ‫لوضعها الحالي‪ ،‬النساء في‬
                                                              ‫سن الزواج في العشرينات‬
‫أصحاب الخلق الرفيع عندما «وهذا ما تحتاجين فعله‪،‬‬                ‫وأوائل الثلاثينات كفاكهة‬
                                                             ‫الليتشي إذا لم تقطفها‪ ،‬فكل‬
‫يشعرون أنهم يحرجون تحدثي أكثر‪ ،‬وابدئي الآن»‪.‬‬                 ‫يوم يمر يجعلها أقل طزاجة‬
                                                             ‫ويقلل الرغبة فيها وسرعان‬
‫غيرهم بسؤالهم‪ ،‬ولكنها ولكن ابنته بصمتها المعتاد‬               ‫ما تفقد قيمتها‪ ،‬ولا بد من‬
                                                              ‫التخلص منها بثمن بخس‪،‬‬
‫تنهي وجبتها على عجالة‪ ،‬ثم‬     ‫لا تدعه‪ ،‬تظهرعيناها‬              ‫يعلم السيد شي جي ًدا أنه‬
                                                                ‫لا ينبغي أن يذكر الثمن‬
‫تترك الشقة قبل أن ينهي‬        ‫الحا ّدتان المتسعتان من‬          ‫البخس‪ ،‬وما زال لا يسعه‬
                                                            ‫إلا أن يعظها عن نعم الحياة‪،‬‬
‫خلف نظارتها فتذكره بها وجبته لأنها ليست متحمسة‬               ‫كلما تحدث أكثر‪ ،‬كلما تأثر‬
                                                                  ‫بصبره‪ ،‬إلا أن ابنته لا‬
‫في سنواتها الأولى‪ ،‬عندما للحديث معه‪.‬‬                           ‫يتحسن حالها‪ ،‬فهي تأكل‬
                                                             ‫أقل وتزداد هدو ًءا يو ًما بعد‬
‫كانت في الرابعة أو الخامسة في صباح اليوم التالي يعترف‬       ‫يوم‪ ،‬وعندما يشير أخي ًرا إلى‬
                                                             ‫أنها لا تستمتع بحياتها كما‬
‫من عمرها‪ ،‬كانت تتبعه في السيد شي للسيدة‪« :‬ابنتي‬
                                                                      ‫ينبغي‪ ،‬ترد عليه‪:‬‬
‫كل لحظة يمكنها فيها ذلك ليست سعيدة»‪.‬‬

‫لتسأله أسئلة وتطلب إجابات فترد السيدة‪« :‬شيء سعيد‬
‫لها‪ ،‬ذ ّكرته تلك العيون أي ًضا أن يكون لديك ابنة»‪.‬‬
‫‪« -‬مطلقة»؟‬
                              ‫بأمها‪ ،‬ففي وقت ما من‬

‫زواجهما ح ّدقت فيه بنظرة تومئ السيدة ثم تبدأ التحدث‬
‫الاستفسار تلك منتظرة إجاب ًة بالفارسية‪ ،‬بينما السيد‬

‫ليست لديه‪ ،‬يتنهد السيد شي غير متأكد ما إذا كانت‬

‫السيدة تعرف المقصود‬           ‫شي‪:‬‬

‫«بالطبع‪ ،‬لقد كنت سعي ًدا بمطلقة‪ ،‬فامرأة مغرمة‬
‫بالحياة مثلها لا بد أن زوجها‬  ‫دو ًما»‪.‬‬

‫‪« -‬ها نحن ذا يا أبي يمكننا أو ربما أبناءها يحفظونها‬

‫أن نكون هادئين وسعداء في بعي ًدا عن الأحداث المؤلمة‪،‬‬
‫الوقت نفسه‪ ،‬أليس كذلك؟»‪ .‬ينظر السيد شي إلى السيدة‬

‫ووجهها يتألق بحديثها‬          ‫يرد السيد شي‪« :‬لم لا‬
   125   126   127   128   129   130   131   132   133   134   135