Page 128 - ميريت الثقافية- العدد (29) مايو 2021
P. 128

‫العـدد ‪29‬‬                 ‫‪126‬‬

                                                                      ‫مايو ‪٢٠٢1‬‬

                                  ‫عاِلم صورايخ‬

   ‫ذلك فقير ج ًّدا هناك‪ .‬عا ِل‬          ‫وتمسك بذراع زوجها‪،‬‬                             ‫هكذا يخبر السيد شي‬
  ‫صواريخ‪ ،‬أتعرفين؟» هكذا‬            ‫الزوج هو من يتحدث دائ ًما‬                    ‫سائليه عن مهنته في الصين‪،‬‬
                                  ‫بينما تظهر ابتسامة على وجه‬
    ‫يعلق السيد شي واض ًعا‬            ‫الزوجة‪ -‬يتوقفان لتحيته‪،‬‬                           ‫وعندما يتعجبون فإنه‬
‫أصابع كلتا يديه في مواجهة‬         ‫وامرأة تعيش في دار المسنين‬                           ‫يضيف بدافع التواضع‬
                                                                                   ‫«متقاعد»‪ .‬تع َلّم السيد شي‬
  ‫بعضهما مشك ًل بهما قمة‪.‬‬              ‫التي تبعد عنهما بمقدار‬                      ‫هذه العبارة من امرأة أثناء‬
 ‫ترد السيدة عليه‪« :‬أنا أحب‬          ‫وحدة سكنية تأتي لتتحدث‬                          ‫توقفه في مدينة ديترويت‪،‬‬
                                                                                 ‫عندما حاول جاه ًدا أن يشرح‬
   ‫الصين‪ ،‬فالصين بلد جيد‬              ‫إليه‪ ،‬تبلغ هذه المرأة ذات‬                   ‫لها عمله برسم صور حينما‬
                  ‫وعريق»‪.‬‬           ‫الأصول الإيرانية من العمر‬                      ‫لم تفلح لغته الإنجليزية في‬
                                                                                  ‫مساعدته‪ ،‬فتعجبت مقهقه ًة‪،‬‬
         ‫‪« -‬أمريكا بلد يافع‬            ‫سبعة وسبعين عا ًما أي‬                         ‫وقالت‪« :‬أها! تقصد عالم‬
                ‫كالشباب»‪.‬‬            ‫تكبره بسنتين وعلى الرغم‬
                                   ‫من أنهما يتحدثان القليل من‬                                    ‫صواريخ!»‪.‬‬
      ‫‪« -‬أمريكا بلد سعيد»‪.‬‬        ‫الإنجليزية إلا أنهما لا يجدان‬                       ‫الناس الذين يقابلهم في‬
  ‫فيرد السيد شي‪« :‬الشباب‬                                                         ‫أمريكا ودودون ح ًّقا‪ ،‬ويبدون‬
 ‫أكثر سعادة من العواجيز»‪.‬‬              ‫مشكلة في فهم بعضهما‬                            ‫أكثر و ًّدا عندما يعرفون‬
                                   ‫البعض‪ ،‬وسرعان ما أصبحا‬                          ‫مهنته‪ ،‬لذا فإنه يحب تكرار‬
       ‫وبعدها يدرك أن هذا‬         ‫صديقين‪ .‬تقول السيدة دائ ًما‪:‬‬                    ‫تلك الكلمات كلما أمكنه ذلك‪،‬‬
  ‫استنتاج أبتر مفاجئ ج ًّدا‪،‬‬       ‫«أمريكا بلد جيد‪ ،‬الأولاد هنا‬                  ‫أقام السيد شي عد ًدا لا بأس‬
   ‫فهو نفسه يشعر الآن أنه‬                                                        ‫به من المعارف بمرور خمسة‬
   ‫أكثر سعاد ًة من أي وقت‬                ‫يكسبون ما ًل وفي ًرا»‪.‬‬                        ‫أيام على زيارته للمكان‬
‫مضى في حياته‪ ،‬والمرأة التي‬           ‫أمريكا ح ًّقا بلد جيد‪ ،‬فابنة‬                     ‫الذي تقطن فيه ابنته في‬
‫أمامه‪ ،‬والتي تحب كل شيء‬           ‫السيد شي تعمل أمينة مكتبة‬                       ‫هذه المدينة الواقعة في وسط‬
‫بدا ٍع أو بلا دا ٍع تبدو سعيد ًة‬   ‫في القسم الشرق آسيوي في‬                         ‫الغرب الأمريكي‪ ،‬فالأمهات‬
 ‫أي ًضا‪ .‬أحيا ًنا ينفد ما لديهما‬  ‫مكتبة الكلية وتكسب من المال‬                    ‫اللائي يصطحبن أطفالهن في‬
                                   ‫في عام واحد أكثر مما جمعه‬                        ‫عربات الأطفال يلوحن له‪،‬‬
     ‫من الكلمات الإنجليزية‬                                                        ‫وزوجان ‪-‬دائ ًما ما يترددان‬
    ‫فتتحول السيدة إلى اللغة‬               ‫هو في عشرين عا ًما‪.‬‬                         ‫على الحديقة في التاسعة‬
  ‫الفارسية الممتزجة بالقليل‬         ‫‪« -‬ابنتي تكسب الكثير من‬                        ‫صبا ًحا‪ ،‬الزوج مرتد ًيا بدلة‬
‫من الكلمات الإنجليزية‪ ،‬بينما‬                                                          ‫والزوجة ترتدي جونلة‬
    ‫يجد السيد شي التحدث‬                           ‫المال أي ًضا»‪.‬‬
   ‫باللغة الصينية معها أم ًرا‬         ‫‪« -‬أحب أمريكا‪ ،‬فهي بلد‬
    ‫صعبًا‪ ،‬تدير السيدة دفة‬
    ‫الحوار لعش ٍر أو عشرين‬                      ‫جيد للجميع»‪.‬‬
                                        ‫‪« -‬نعم! نعم! فأنا عا ِل‬
     ‫دقيقة‪ ،‬بينما يكتفي هو‬            ‫صواريخ في الصين ومع‬
   123   124   125   126   127   128   129   130   131   132   133