Page 136 - ميريت الثقافية- العدد (29) مايو 2021
P. 136
العـدد 29 134
مايو ٢٠٢1 بأكملها ،تحدثا عن آمالهما
وحماستهما للتاريخ الأغ ّر
أمامه هادئة ومتفهمة كما البارد. الذي يشاركان فيه ببناء أول
كانت زوجته ،ابنة وامرأة (أص ّر على أنهما بريئان صاروخ لوطنهما الشيوعي
جيدتان ،عمل طوال حياته عندما تم اتهامهما بوجود
المهنية مع اثنين وثلاثين علاقة عاطفية بينهما ،توسل اليافع).
حار ًسا ،شباب يرتدون ز ًّيا نياب ًة عنها عندما أُرسلت « -عندما تبدأ في الحديث
موح ًدا ويحملون جرابات إلى مدينة إقليمية ،فقد كانت فإنك تتحدث أكثر وأكثر،
ثاقبة ماهرة ،ولكن من يعمل كان ذلك الحديث مختل ًفا عن
فارغة للمسدسات على بهذه المهنة كان دائ ًما سهل الذهاب إلى المنزل والحديث
أحزمتهم ،إلا أن الحراب في التدريب ،بينما هو ُو ِع َد مع الزوجة ،فلا ينبغي عليك
بنادقهم كانت حقيقية ،ولكن بالبقاء في منصبه شريطة أن تخفي كل شيء ،تحدثنا
حينها لم يكن لديه أي خيار أن يعترف علانية بعلاقته عن حياتنا طب ًعا ،الحديث
الغرامية ،وينتقد ذاته لكنه كركوب حصان جامح لا
آخر ،ألم يكن القرار الذى رفض لاعتقاده أن ذلك ظلم).
اتخذه بدافع الولاء لزوجته « -توقفت عن العمل كعا ِل تعرف أين سينتهي بك
صواريخ في سن الثانية المطاف ،ولكن لا ينبغي عليك
وللسيدة الأخرى؟ كيف والثلاثين ،ولم أشترك في
كان يمكنه الاعتراف بعلاقة أي بحث بعد ذلك أب ًدا ،ولكن التفكير في ذلك ،كان هذا
الحب ،وإيذاء زوجته ،والبقاء كل شيء كان سر ًّيا ،لذا لم شكل الحديث بيننا ،ولكن لم
تعرف زوجتي» ..على الأقل
عا ِل صواريخ أناني ،أو هذا ما اعتقده حتى الليلة نكن في علاقة عاطفية كما
حتى التخلي عن حياته المهنية زعموا ولم نكن غار َقين في
وزوجته وابنة عمرها سنتين الماضية.
(كلَّفه المسؤولون بأقل الحب أب ًدا».
-وهذا أمر مستحيل -من وظيفة يمكن أن يحصل عليها هكذا يوضح السيد شي،
أجل رغبة مخزية في البقاء شخص يحمل تدريبه .في وبعدها للحظة قصيرة تحيّره
طوال حياته مع امرأة أخرى؟ وظيفته الجديدة ،كان يزين كلماته ،فأي نوع من الحب
« -إن ما نضحى به هو الذي المكاتب لأعياد ميلاد الرئيس يتحدث عنه؟ بالتأكيد كانا
يجعل حياتنا ذات معنى». ماو والحزب الشيوعي، يحبان بعضهما البعض،
وينقل الأوراق والدفاتر من
يقول السيد شي هذه مجموعة بحثية لأخرى، ولكنّه بالتأكيد لم يكن
الجملة التي كانت تتكرر وفي المساء يجمع كراسات ذلك النوع من الحب الذي
دائ ًما أثناء تدريبهم ،يهز زملائه وأوراقهم ويدخلها في
رأسه بشدة حيث يعتقد أن خزانة الملفات ويغلق عليها اتهموهما به ،فقد حافظ
الدولة الأجنبية تعطي المرء بحضور حارسين ،حافظ على دائ ًما على مسافة الاحترام
أفكا ًرا غير مألوفة ،ليس كرامته في العمل وذهب البيت بينهما فلم تتلامس يداهما
من الصحي لرجل عجوز لزوجته كعا ِل صواريخ قط ،ولكنّه الحب الذي فيه
مثله أن يجتر الذكريات، صامت ومشغول الذهن، تحدثا بحرية ،الحب الذي فيه
فالرجل الحكيم يجب أن تجاهل الأسئلة الموجودة في تتلامس العقول ،ألم يكن ذلك
يعيش اللحظة الحالية مع عيون زوجته حتى اختفت حبًّا أي ًضا؟ ألم تكن تلك هي
ذات يوم ،شاهد ابنته تكبر الكيفية التي انتهى بها زواج
السيدة ،تلك الصديقة ابنته بسبب حديثها مع رجل
العزيزة الجالسة بجواره آخر؟ يتحرك السيد شي
ممسكة بورقة ذهبية رائعة على الأريكة ،وازداد عرقه
من شجرة الجنكة الصينية على الرغم من نسيم أكتوبر
وترفعها لأعلى لتواجه أشعة
الشمس فيراها