Page 141 - ميريت الثقافية- العدد (29) مايو 2021
P. 141
139 الملف الثقـافي
وليام بوروز محمد عفيفي مطر إيمي لويل هو سائد في الكتابة من تقاليد
الوزن والقافية والمجاز.
إلى أن توفيت بنزيف في المخ. أمارات من التشابه في الفكر
فهي سجينة علتها ورهينة ورفض الثبات والتقوقع في ومن ثم فإن هذه الجماعة
رؤيتها وراحلة إلى أمد أبعد التقاليد .ويبدو أن هناك خي ًطا لم تكن مجرد هبة عفوية،
مما خطته لها أسرتها أو مشتر ًكا بين هذه الشخصيات بل كانت ذات رؤية تتبناها
التي استعارها فتحي عبد الله
خطته لها التقاليد الاجتماعية. وهي التجاوز الدائم .فـ(إيمي في نقد المجتمع ونقد
والأمر نفسه ،نجده عند لويل 9فبراير 12 -1874 الأعراف ونقد الدين ،ونقد
كفافي الذي لم ينل تعليمه تقاليد الكتابة في الشعر أو
النظامي ولم يتخرج في مايو )1925وهي الرمز
الثالث ،شاعرة أمريكية الرواية أو المسرح .لذلك
جامعة من الجامعات ،وكان خرجت على تقاليد الشعر نجد أن أشهر عمل قدمه
أسير وفاة أبيه المبكرة ،وعلة الكلاسيكي وكتبت ما عرف
في صدر حياتها بالشعر الحر جينسبرج كان قصيدة
أمه من جهة ،ومن جهة الذي اتخذته قناة للتعبير «عواء» التي صودرت ثم
أخرى ،كان مثل مجتمعه عن رؤيتها الذكورية للعالم نشرت وظل شاعرها يضيف
في الإسكندرية واليونان، وميولها المثلية التي غلبت إليها ويحذف منها حسب
عليها واضطرت أسرتها أن مقتضيات علاقته بأمه أو
رهن الجبر والاستبداد تحجبها عن التعليم النظامي علاقاته المثلية مع أقرانه.
التركي تحت راية الخلافة، الذي استعاضت عنه بالتعليم
الذاتي ،حتى عرفت بين وهؤلاء جمي ًعا يتبنون
وجبروت الإنجليز الذين نجوم مجتمعها وظلت على خلاصة مقولة وليم فوكنر
وضعوا أنفسهم بدي ًل عهدها في تدخين السيجار (In Writing, You must
للعثمانيين .ولم يكن لديه .)kill all your darling
من وسيلة للفكاك من هذا عليك أن تتخلص من كل
من تحب ،أو أن تتحرر من
الأسر إلا العلم والثقافة رموزك .وهي مقولة تنسجم
والشعر .ويقف مع هؤلاء على مع توجههم المتمرد والرافض
للقبليات أو المرجعيات.
و» كفافي» وهو قسطنطين
كفافيس شاعر مصري
يوناني ( 29أبريل
29 -1863أبريل 1963
بالإسكندرية) مثال للرفض
والتجاوز وامتزاج الثقافات،
انتقد الدين المسيحي ،كما
انتقد التعصب القومي
والأنظمة السياسية ومال
إلى تأييد المثلية الجنسية ،أو
ما عرف بحرية العلاقات
الجنسية ،وكان عاب ًرا
للقوميات والأعراف والتقاليد.
ولعل بينه وبين (جينسبرج)