Page 145 - ميريت الثقافية- العدد (29) مايو 2021
P. 145

‫الملف الثقـافي ‪1 4 3‬‬

‫والت ويتمان‬  ‫قسطنطين كفافيس‬   ‫ألن غينسبرغ‬                               ‫(أوارق العشب(‬
                                                               ‫وكشف عن صدرها المليء‬
‫التراث الإنساني عبر الشعر‪،‬‬     ‫على هذا النحو يصعد فتحي‬
 ‫وإضافة أوراق العشب‪ ،‬ذلك‬            ‫عبد الله بنصه مع بقية‬                   ‫بالحشائش‬
 ‫الأثر الأدبي الوحيد والخالد‬                                 ‫لا تذكري أ ّنني زبد ٌة بيضاء‬
                                 ‫الإشارات الثقافية‪ ،‬ويقوم‬
   ‫لويتمان؛ ضاعفت إضاءة‬         ‫تجانس ورود الإشارات في‬         ‫فأنا أعرف أ ّن لك سجاد ًة‬
    ‫بقعة الضوء المنشودة في‬    ‫تناصها المفارق للنمط بتعزيز‬                ‫على باب المنزل‬
   ‫نص فتحي‪ ،‬كون الأوراق‬         ‫عزوفه عن المأثور الشعري‬
  ‫تنحاز للعاديين والمهمشين‬    ‫لجينسبيرج‪ ،‬وإيثاره التناص‬             ‫وتكرهين الخيو َل في‬
                              ‫مع القيمة في بعدها السلوكي‪،‬‬          ‫المنمنمات‪( ..‬يملأ فمي‬
        ‫في المجتمع‪ ،‬ومن ثم‬
   ‫تناهض النخبة والمؤسسة‬          ‫وتوقيت الزيارة ومكانها‬                    ‫بالكرز‪)5 /‬‬
 ‫والتمييز كما هو الحال عند‬       ‫(ما بعد الطوفان)‪( ،‬حملها‬        ‫تتالت في المقطع السابق‬
                               ‫بين يديه‪ /‬وبقهقهاته العالية‬
               ‫جينسبيرج‪.‬‬      ‫سخر من أطرافها الصغيرة‪/‬‬              ‫سبع إشارات ثقافية‪،‬‬
        ‫يقدم فتحي عبد الله‬     ‫ووضعها على الطاولة بجوار‬            ‫هي على الترتيب (ألن‬
‫جينسبيرج (الإشارة الثقافية‬                                         ‫جينسبيرج‪ ،‬الطوفان‪،‬‬
   ‫الأكثر إيحاء) في أكثر من‬             ‫«أوراق العشب»)‪.‬‬        ‫أوراق العشب‪ ،‬الحشائش‪،‬‬
     ‫هيئة‪ ،‬فهو المتعاطف مع‬         ‫هكذا تتجاور الإشارات‬         ‫زبدة‪ ،‬سجادة‪ ،‬الخيول)‪،‬‬
‫الإنسان (لمبادرته بالزيارة)‪،‬‬       ‫المتجانسة لتفسح مجا ًل‬      ‫أما ألن جينسبيرج (يونيو‬
     ‫وهو الصاخب في حدبه‬           ‫أوسع لبقعة الضوء التي‬       ‫‪ -1926‬أبريل ‪ )1997‬فهو‬
   ‫على من سيسميها الشاعر‬            ‫أرادها فتحي عبد الله‪،‬‬     ‫الشاعر الأمريكي المعروف‬
 ‫لاحقا بـ(إيمي) في مداعبتها‬   ‫فالعلاقة بين «والت ويتمان»‬       ‫بليبرايته المناهضة للتمييز‬
‫بقهقهاته العالية‪ ،‬وهو الرفيق‬  ‫صاحب الأوراق وجينسبيرج‬           ‫العنصري وعدم المساواة‪،‬‬
     ‫الهامس في وضعها على‬          ‫علاقة تجانس وتكامل في‬       ‫ومعارضته الشديدة للنزعة‬
                                                               ‫العسكرية والمادية والقمع‬
                                                             ‫الجنسي‪ ،‬ومجرد ذكر اسمه‬
                                                                 ‫يستدعي كل تلك المعاني‬
                                                               ‫النبيلة إنسانيًّا‪ ،‬وتلك القيم‬
                                                             ‫هي التي يعمل عليها الشاعر‬
                                                              ‫في نصه الذي معنا‪ ،‬ويأتي‬
                                                               ‫ذكر جينسبيرج في سياق‬
                                                                ‫أشمل‪ ،‬أشار إليه الشاعر‬
                                                            ‫بزيارته للناجين من الطوفان‪،‬‬
                                                            ‫والطوفان إشارة ثقافية ثانية‬
                                                            ‫تؤسس لمطلق الخيال في أكبر‬
                                                              ‫الحوادث الطبيعية حضو ًرا‬
                                                             ‫في الذاكرة المتلقية‪ ،‬وحضور‬
                                                               ‫جينسبيرج في هذا السياق‬
                                                             ‫مناسب تما ًما‪ ،‬لكون زيارته‬
                                                              ‫تقيل عثرة بعد حدث كبير‪،‬‬
                                                              ‫وف ًقا لرسالته أو أثره الذي‬

                                                                        ‫بات معرو ًفا لنا‪.‬‬
   140   141   142   143   144   145   146   147   148   149   150