Page 140 - ميريت الثقافية- العدد (29) مايو 2021
P. 140

‫العـدد ‪29‬‬                               ‫‪138‬‬

                                   ‫مايو ‪٢٠٢1‬‬                        ‫كأنه في زفاف لا موسيقى به‬
                                                                           ‫أربعة دوال مستعارة‬
    ‫فـ(إروين ألن جينسبرج‬            ‫البرتغال‪ .‬وحين استعارها‬
   ‫‪ 3‬يونيو– ‪ 5‬أبريل ‪)1997‬‬          ‫كان يرى أن ثمة تماث ًل بينه‬      ‫(حينسبرج الجسور المخلص‪.‬‬
  ‫شاعر أمريكي ذو شخصية‬                                                   ‫كفافي سجين آلامه لديه‬
    ‫مضطربة ومتقلبة وحادة‬               ‫وبينها من حيث قدرتها‬
    ‫عرف بمعارضته العنيفة‬           ‫على خلخلة الثابت والمستقر‬        ‫الرغبة ويفتقد القدرة‪ .‬وإيمي‬
  ‫للنزعة العسكرية‪ ،‬والمادية‪،‬‬       ‫من القيم والتقاليد في فنون‬            ‫سيدة النشوة الغجرية‪.‬‬
‫وكراهيته للقمع الجنسي لأنه‬          ‫الكتابة والنظام الاجتماعي‬
‫كان يعاني من المثلية الجنسية‬                                          ‫وفرناندو بعكازه ومشاغبة‬
    ‫التي لم يستطع الإفصاح‬            ‫لقناعته أن ثورة الاتصال‬        ‫الفتيان هائم في سحر النشوة‬
     ‫عنها بسهولة‪ .‬وكان على‬                ‫قاربت بين الثقافات‬        ‫الصامت) ومسرحهم الواسع‬
‫رأس جماعة عرفت بخروجها‬
                                        ‫والشعوب‪« ،‬وأصبحت‬                      ‫من أشجار الكرز‪.‬‬
       ‫على كل تقاليد المجتمع‬          ‫كل أشكال التعبير النقية‬          ‫فمن هذه الرموز الشعرية‬
  ‫الأمريكي بعد انتهاء الحرب‬        ‫والموروثة غير صالحة‪ ،‬وأن‬            ‫الأربعة؟ حقيقة الأمر كما‬
  ‫العالمية الثانية‪ .‬والعجيب أن‬      ‫الحاجة أصبحت ضرورية‬               ‫قلنا إن هذه رموز تاريخية‬
                                     ‫‪-‬على المستوى الاجتماعي‬            ‫بمعنى أنها شخصيات لها‬
    ‫اسم هذه الجماعة (‪Beat‬‬              ‫والثقافي‪ -‬لنمط آخر في‬          ‫حضور تاريخي مغمور أو‬
‫‪ )Generation‬الجيل المهزوم‬             ‫التعبير خاصة في الشعر‬           ‫ساطع وذات أدوار مناوئة‬
‫على حد تعبير أحد مؤسسيها‬           ‫مما خلق مبر ًرا قو ًّيا لفاعلية‬  ‫وتعيش على حافة التيار العام‬
                                    ‫قصيدة النثر» (فتحي عبد‬             ‫في مجتمعاتهم‪ ،‬استعارها‬
  ‫وهو هربرت هينكا‪ .‬فالجيل‬           ‫الله‪ /‬ضد عسكرة الشعر‪/‬‬              ‫فتحي عبد الله من أمريكا‬
  ‫المهزوم يعني الجماعة التي‬            ‫أدب ونقد‪ /‬عدد ‪/285‬‬             ‫ومن اليونان ومصر‪ ،‬ومن‬
                                       ‫ص‪ /10‬مايو‪.2009 /‬‬
      ‫توصلت إلى أن مجتمع‬
      ‫الخمسينيات في أمريكا‬
  ‫مجتمع قميء وقذر‪ .‬وصار‬
    ‫(الجيل المهزوم) أو‪Beat‬‬
 ‫‪ Generation‬مصطل ًحا دا ًّل‬
 ‫أو َع َل ًما على عدد من الفنانين‬
   ‫والكتاب المتمردين في فترة‬
 ‫الخمسينيات والستينيات من‬
 ‫القرن العشرين‪ .‬ورواد هذه‬
  ‫الجماعة مع ألن حينسبرج‪،‬‬
     ‫هم جاك كيرواك‪ ،‬وليام‬
‫بوروز‪ .‬وقد تأثرت رؤية هذه‬
  ‫الجماعة وأعمالها بالروائي‬
   ‫الأمريكي هنري ميلر الذي‬
 ‫كتب في بداية حياته روايتيه‬
    ‫اللتين منعتا من النشر في‬
     ‫بداية الأمر لما فيهما من‬
  ‫إباحية وشذوذ وهما «مدار‬
  ‫الجدي» و»مدار السرطان»‪.‬‬
 ‫ونشروا بيا ًنا رفضوا فيه ما‬
   135   136   137   138   139   140   141   142   143   144   145