Page 103 - b
P. 103
الفصل السادس
بين القرآن والمصحف..
أحاديث اللحون واختلافات القراءات وانزياح
المعاني!
في الفصل السابق تحدثت عن أن (التوراة) ذكرت في نهاية
السفر الخامس ،سفر التثنية ،ما نصه« :فمات هناك موسى عبد
الرب في أرض مواب حسب قول الرب /ودفنه في الجواء في أرض
مواب مقابل بيت فغور ولم يعرف إنسان قبره إلى هذا اليوم /وكان
موسى ابن مئة وعشرين سنة حين مات ولم تكل عينه ولا ذهبت
نضارته /فبكى بنو إسرائيل موسى في عربات مواب ثلاثين يو ًما
فكملت أيام بكاء مناحة موسى /ويشوع بن نون كان قد امتلأ روح
حكمة إذ وضع موسى عليه يديه فسمع له بنو إسرائيل وعملوا كما
أوصى الرب موسى /ولم يقم بعد نبي في إسرائيل مثل موسى الذي
عرفه الرب وجها لوجه».
وحيث إنه ليس معقو ًل أن الرب (يهوه أو ألوهيم) كان يوحي
لموسى بعد موته ،فإن ثمة تدخل بشري حدث في التوراة ،وبينت
أن المتدينين اليهود أنفسهم يعترفون أن هذا الجزء أضافه «يشوع
بن نون» ،وكان من المفترض أو يوضع في بداية ما كتب ،كما حدث
بعد ذلك أن كتب آخر في نهاية ما كتبه يشوع بدل أن يكتب في بداية
كتابته هو ..وهكذا ،وأن هذا دليل على التدخل البشري في كتاب كتبه
(يهوه -ألوهيم) بنفسه ،وكانت تستوجب القداسة ألا يتدخل فيه
أحد.
وبيَّن ُت أن الإنجيل ليس كتاب الرب (أو الآب أو زيوس) في
العقيدة المسيحية ،وإنما هناك أربعة أناجيل كتبها الرسل واصطفتها
103