Page 98 - b
P. 98

‫ما هن؟ ‪ »..‬إلخ الحديث‪ .‬وفي (الإسلام سؤال وجواب) لمحمد صالح‬
‫المنجد يقول عنه‪« :‬وهذا الحديث قد اختلف أهل العلم في صحته‬
‫اختلا ًفا كبي ًرا‪ ،‬حيث إنه يروى من عدة طرق كما تقدم‪ ،‬ولا يخلو‬
‫طريق منها من خلاف على رواته‪ ،‬وضعف في نقلته‪ ،‬مما جعل أكثر‬

                            ‫أهل العلم يحكم بضعفه واضطرابه»‪.‬‬
‫(لاحظ هنا أي ًضا أن النبي يقول إن لله ك ًّفا أنامل‪ ،‬وإن أنامله تبرد‬

                                                ‫أو تش ُّع بر ًدا)!‬
‫إذا استبعدنا طريقة الاتصال المباشر بين الله والنبي‪ ،‬نظ ًرا‬
‫للضعف الذي أشرت إليه‪ ،‬ولأن الحديث الذي ذكرته ‪-‬والذي يتكرر‬
‫في أكثر من مصدر بأكثر من را ٍو‪ -‬لم يذكر أن الله أملى على محمد‬
‫قرآنا ‪-‬كما أملى على موسى وقومه أسفا ًرا‪ ،-‬وإذا استبعدنا الرابعة‬
‫التي هي الرؤى‪ ،‬وف َّصل ُت ذلك‪ ،‬فإنه تتبقى ثلاثة طرق للوحي‪:‬‬

           ‫صلصلة الجرس‪ ،‬نفث الكلام في الروع‪ ،‬والرجل يكلمه‪.‬‬
‫الطريقتان الأولى والثانية إيحائيتان‪ ،‬بمعنى أن النبي يستشعر أنه‬
‫ممتلئ بكلام يريد أن يخرجه دون أن يرى من يمليه ودون أن يسمع‬
‫صو ًتا أي ًضا‪ ،‬فينطق به ويكتبه الكتبة‪ ،‬وآلية الكتابة غير معروفة على‬
‫وجه اليقين إن كانت تتم في لحظة النطق بالكلام أم بعدها‪ ،‬فالتسجيل‬
‫في ذات اللحظة يستوجب ألا ينزل الوحي على النبي إلا في وجود‬
‫الكتبة‪ ،‬وإن كانت الكتابة مؤجلة فيستلزم الأمر أن يظل النبي حاف ًظا‬
‫ما تن َّزل عليه حتى يقابل الكاتب‪ ،‬فلو أن غير المسلمين يتشككون في‬
‫نبوة النبي‪ ،‬فهل سيزعزع شكهم أن نقول لهم إن النبي (يستشعر‬
‫كلا ًما) فيقوله دون أن يحدد مصد ًرا لهذا الكلام؟ أم إنه سيزيد‬

                                                   ‫شكوكهم؟!‬

                     ‫دحية الكلبي‬
‫الطريقة الثالثة التي ذكرها النبي في طريقة تلقي القرآن أن‬

                            ‫‪98‬‬
   93   94   95   96   97   98   99   100   101   102   103