Page 97 - b
P. 97
يفهمه بعد.
الثانية :أن ُي ْن َف َث في رو ِع ِه الكلا ُم نفثًا ،كما قال صلى الله عليه
وسلم« :إن روح القدس نفث في روعي» أخرجه الحاكم ،وهذا قد
يرجع إلى الحالة الأولى أو التي بعدها ،بأن يأتيه في إحدى الكيفيتين
وينفث في روعه.
الثالثة :أن يأتيه في صورة الرجل فيكلمه ،كما في الصحيح
«وأحيا ًنا يتمثل لي الملك رج ًل فيكلمني فأعي ما يقول».
الرابعة :أن يأتيه الملك في النوم ،وع َّد من هذا قوم سورة الكوثر.
(قال السيوطي في الإتقان في علوم القرآن -أي ًضا :-وأما النومي
فمن أمثلته سورة الكوثر ،لما روى مسلم عن أنس قال :بينما رسول
الله (ص) بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءة ثم رفع رأسه متبس ًما فقلنا :ما
أضحكك يا رسول الله؟ فقال :أُنزل عليَّ آن ًفا سورة ،فقرأ :بسم الله
الرحمن الرحيم« :إِ َّنا َأ ْع َط ْي َنا َك ا ْل َك ْو َث َرَ ،ف َص ِّل لِ َر ِّب َك َوا ْن َح ْر إِ َّن َشا ِن َئ َك
ُه َو ا ْ َل ْب َت ُر» ]الكوثر.)[3-1 :
الخامسة :أن يكلمه الله إما في اليقظة كما في ليلة الإسراء أو في
النوم ،كما في حديث معاذ «أتاني ربي فقال :فيم يختصم الملأ الأعلى»
الحديث»(.)11
والطريقة الخامسة التي يكلمه الله فيها مباشرة تستند إلى حديث
«أخرجه الترمذي في «سننه» ( )3235من طريق معاذ بن جبل قال:
احتبس عنا رسول الله ( )...فقال :أما إني سأحدثكم ما حبسني
عنكم الغداة :أني قمت من الليل فتوضأت فصليت ما قدر لي فنعست
في صلاتي فاستثقلت ،فإذا أنا بربي تبارك وتعالى في أحسن صورة ،
فقال :يا محمد ،قلت :لبيك رب ،قال :فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت :لا
أدري رب ،قالها ثلا ًثا ،قال :فرأيته وضع كفه بين كتف َّي حتى وجدت
برد أنامله بين ثدي َّي ،فتجلى لي كل شيء وعرفت ،فقال :يا محمد،
قلت :لبيك رب ،قال :فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت :في الك َّفارات ،قال:
97