Page 92 - b
P. 92
فقلت :زملوني زملوني فأنزل الله تعالى« :يا أيها المدثر .قم فأنذر».
فحمي الوحي وتتابع( .صحيح البخاري ،الصفحة أو الرقم.4 :
أخرجه مسلم ( )161باختلاف يسير).
من الحديثين نستنتج أن (جبريل) أتى النبي في صورة إنسان
-أو بصورته الحقيقية ،لن أتوقف أمام هذه التفصيلة -وأملاه
الآيات الخمس الأولى من سورة القلم لتكون أول الوحي ،وأول ما
نزل من القرآن بالطبع ،وأن النبي وهو عائد رأي (جبريل) جال ًسا
على كرسي بين السماء والأرض ،على نفس صورته التي أتاه بها،
فارتعب منه ..إلخ.
لكن هناك سردية أخرى مختلفة وردت في (السيرة النبوية،
لابن هشام الحميري ،ط دار المعرفة نويسنده مجلد ،1ص-236
،)237يقول« :خرج رسول الله (ص) إلى حراء ،)...( ،قال رسول
الله (ص) :فجاءني (جبريل) ،وأنا نائم ،بنمط من ديباج فيه كتاب،
فقال اقرأ ،قال :قلت :ما أقرأ؟ قال :فغتني به حتى ظننت أنه الموت،
ثم أرسلني فقال :اقرأ ،قال :قلت :ما أقرأ؟ قال :فغتني به حتى ظننت
أنه الموت ،ثم أرسلني ،فقال :اقرأ ،قال :قلت :ماذا أقرأ؟ قال :فغتني
به حتى ظننت أنه الموت ،ثم أرسلني ،فقال :اقرأ ،قال :فقلت :ماذا
أقرأ؟ ما أقول ذلك إلا افتداء منه أن يعود لي بمثل ما صنع بي ،فقال:
اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق .اقرأ وربك الأكرم
الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم .قال :فقرأتها ثم انتهى
فانصرف عني وهببت من نومي ،فكأنما كتبت في قلبي كتا ًبا .قال:
فخرجت حتى إذا كنت في وسط من الجبل سمعت صو ًتا من السماء
يقول :يا محمد ،أنت رسول الله وأنا (جبريل) ،قال :فرفعت رأسي
إلى السماء أنظر ،فإذا (جبريل) في صورة رجل صا ٍف قدميه في أفق
السماء يقول :يا محمد ،أنت رسول الله وأنا (جبريل) .قال :فوقفت
أنظر إليه فما أتقدم وما أتأخر ،وجعلت أصرف وجهي عنه في آفاق
92