Page 89 - b
P. 89
الإنجيل إذن كتاب مقدس باعتبار أنه يضم تعاليم السيد المسيح
وأقواله وتحركاته ،ويؤرخ لحياته ولرسله الاثني عشر الذين
اختارهم لمرافقته والتتلمذ على يديه :سمعان (شمعون) المدعو
بطرس ،أندراوس ،يعقوب ،يوحنا ،فيلبس ،برثلماوس ،متى (جابي
ضرائب) ،توما ،يعقوب بن حلفى ،سمعان القانوي ،يهوذا تداوس،
ويهوذا الاسخريوطي.
هناك أي ًضا مجموعة أكبر من التلاميذ الذين تم ذكرهم في
(موعظة الجبل) في إنجيل لوقا« :ونزل معهم ووقف في موضع
سهل ،هو وجمع من تلاميذه ،وجمهور كثير من الشعب ،من جميع
اليهودية وأورشليم وساحل صور وصيداء ،الذين جاءوا ليسمعوه
ويشفوا من أمراضهم» (لو .)17 :6وهناك أي ًضا السبعين (أو
التلاميذ السبعين ويقال اثنين وسبعين) الذين كان يسوع يرسلهم
إلى الأماكن التي كان ينوي زيارتها للتمهيد له ،وكان يمليهم بعض
الوصايا التي يجب عليهم فعلها انتظا ًرا لقدومه ،وقد سجلت بعضها.
القرآن يتحدث عن (إنجيل) واحد أنزله الله على نبيه عيسى ابن
مريم ،إنجيل ليس له وجود حقيقي كما وضحت من خلال المصادر
التي قرأتها ،لكن كلام القرآن يأتي ضمن السردية الإسلامية
الخاصة عن اليهودية والمسيحية ،والتي يؤمن بها المسلمون ،رغم أن
منتسبي الديانتين والواقع يقولان عكس ذلك تما ًما.
كيف نزل القرآن على محمد؟
السردية الإسلامية هي الأكثر وضو ًحا ،عن السرديتين اليهودية
والمسيحية ،فيما يتعلق بمسألة النبوة والبعث والرسالة والكتاب
(القرآن) الذي كتبه الله وأملاه على نبيه ،عن طريق وسيط هو الملك
(جبريل) ،وأن آيات القرآن نزلت متتابعة لمدة ( )23عا ًما حتى اكتملت
الرسالة ،والكتاب بالتالي ،حين نزلت الآية الأخيرة يوم حجة الوداع،
89