Page 85 - b
P. 85
سفر يشوع بل في آخر الأسفار الخمسة لتتكامل قصة موس ى �Mo
.sesوهو يتفق مع بداية سفر يشوع (وكان بعد موت موسى.)..
وبالمثل كذلك ،يكون خبر موت يشوع النبي كتبه كاتب سفر القضاة
(صموئيل النبي) ،أو يكون أضافها رئيس الكهنة في نهاية السفر».
وهذا الرأي الإيماني الذي يبرر التدخل البشري باعتبار أنه محدود
ويمكن فهمه ،يقع في فخ أن وجود دليل على تدخل ما (واحد)،
معتر ٍف به ،حتى لو كان محدو ًدا ،يفتح الباب أمام عدم قدسية
الكتاب بالنسبة للمتدينين السابقين ،الذين عاصروا موسى والذين
جاءوا بعدهم ،إذ لو كان مق َّد ًسا كتبه الله بنفسه ،ما م َّسه أحد ،كما أن
التبرير لا ينفي أن فرضية التدخلات مطروحة ،وأنه قد تكون هناك
تدخلات أخرى لا نعرفها.
هذا بالطبع غير أن المتدين اليهودي يتقبل (ببساطة) أن الله-
الرب يظهر لموسى بنفسه عند النار ،ويجيء إلى شعب بني إسرائيل
ليقرأ عليهم بصوته الوصايا العشر ويسلم موسى في يده لوحين
حجريين ،ومن الممكن ج ًّدا أن يتقبل المتدين المسيحي الرواية ،إذ إنه
يؤمن أن الله تجسد لهم وعاش بينهم ومات ودفن ،ثم قام بعد ثلاثة
أيام ..بينما تختلف علاقة المتدين المسلم بالله الأعلى الذي لا يراه أحد
ولا يتكلم معه .فالتوراة تقول إن الرب كلَّم بني إسرائيل فخافوا
وطلبوا من موسى أن يكلمه وحده ،بينما القرآن يقول العكس« :وإذ
قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهر ًة فأخذتكم الصاعقة
وأنتم تنظرون» (البقرة.)55 :
كيف نزل الإنجيل على عيسى؟
الأمر بالنسبة لإلهية أو بشرية الإنجيل أكثر تعقي ًدا ،وأكثر
وضو ًحا في الآن ذاته ،هذه الإشكالية المعقدة ،الواضحة الغامضة
الملتبسة تتعلق بكينونة «يسوع» المسيح ذاته كما ذكرت في الفصل
85