Page 154 - m
P. 154
العـدد 57 152
سبتمبر ٢٠٢3
بهاء الدين سيد علي
«نقد الفكر السلفي»..
من رفض الخروج على
الحاكم الظالم
إلى تكفيره!
القرون الأولى المفضلة ،وفيها تحقق بن عبد الوهاب وكذلك أصحاب ذهب جل أنصار الاتجاه السلفي
الشكل العلمي والتنفيذ الفعلي، أغلب الاتجاهات السلفية المعاصرة
بالجزيرة العربية والقارة الهندية إلى أن مصطلح «السلفية» يشمل
ومنه استمدت حضارة المسلمين ومصر وشمال أفريقيا وسوريا، عل ًما على أصحاب منهج الاقتداء
أصولها ومقوماتها ممثلة في العقيدة
وكانت ذات أثر واضح في تنقية بالسلف الصالح من الصحابة
خضو ًعا للتوحيد ،وبيا ًنا لدور مفاهيم الإسلام ودفعه إلى الأمام والتابعين وتابعي التابعين من
الإنسان في هذه الحياة ،وتنفي ًذا أهل القرون الثلاثة الأولى ،وكل
لقواعد الشريعة الإلهية بجوانبها لمواجهة الحضارة والتطور، من تبعهم من الأئمة :كالأئمة
المتعددة ،وفي الاجتماع والاقتصاد والكشف عن جوهر الثقافة العربية الأربعة وسفيان الثوري وسفيان
والسياسة وروابط الأسرة وفضائل بن عينيه ،والليث بن سعد وعبد
الأخلاق ،والسلفية -كمصطلح- الإسلامية الأصلية القادرة على الله بن المبارك ،والبخاري ومسلم
تعني أي ًضا في مدلولها الخاص الحياة في كل جيل وكل بيئة. وسائر أصحاب السنن ،وشمل
الاقتداء بالرسول صلى الله عليه شيوخ الإسلام المحافظين على
ومن حيث المضمون ،تعني السلفية طريقة الأوائل ،مع تباين العصور
وسلم .فإن أمتنا تنفرد بمزية في الإسلام التعبير عن منهج وتفجر مشكلات وتحديات جديدة
لا تشاركها فيها أمة أخرى في أمثال ابن تيمية وابن القيم ومحمد
الماضي أو الحاضر أو المستقبل، المحافظين على مضمونه في ذروته
الشامخة وقمته الحضارية ،كما
توجهنا إلى النموذج المتحقق في