Page 22 - Dilmun 27
P. 22
العرب في العصور القديمة
كتاب موسوعي شامل متكامل لك ّل ما مع رؤى المؤ ِّلف ،ولو أ ّن ذلك سيؤ ّدي
لشغل ح ّي ٍز من الصفحة .وفي تعلي ٍق
له علاقة بالعرب في شبه جزيرتهم، على تقديم المترج َم ْي ،أرى أنهما وضعا
هذا الكتاب في موضع عا ٍل لدرجة أ ّنهما
وفي خارجها كذلك ،وعلاقات الأمم
قارناه بكتاب المف ّصل في تاريخ العرب قبل
المجاورة بهم ،وكيف تعامل الطرفان مع الإسلام بصيغته الإنجليزية ،وأجد أ ّن
هذا أمر مبالغ فيه؛ لأ ّن المؤ ِّلف نفسه لم
بعضهم بعضا .كما أ ّن كتاب المف ّصل؛
هو على اسمه ،مف ّصل ومسهب فيما يحط بالمصادر العرب ّية التي أبدع المؤ ّرخ
له علاقة بالعرب ،متع ّدد المصادر، جواد علي في التعامل معها إضافة إلى
ومتن ّوع المراجع ،وصاحبه لم يكت ِف فقط أ ّن تأريخاً بهذا الطول الزمني والبُعد
بالمصادر العربية بل استوعب غيرها الجغرافي يتطلّب أكثر حكمة ،وأعمق
فكراً في عقد المقارنات والعودة مباشرة
إلى زمانه ،وقارن بينها ،وإبداع جواد
للمصادر العربية الأصل ّية لا ال ّنقل من
علي في تحليل المصادر العربية غاب عن مصادر أجنب ّية نقلت عنها كما سوف
جان ريتسو .كما أ ّن المؤ ّلف أشار إلى
مراجع عربية أخرى مثل :كتاب عمر نشير لاحقاً لبعض ال ّنماذج.
كما أ ّن التعليق على ك ّل ما ذكره الكاتب
ف ّروخ ،تاريخ الجاهلية ،وكتاب ال ّس ّيد يتطلّب جهداً كبيراً ،وصفحات أكثر،
عبدالعزيز سالم ،تاريخ العرب قبل
ولكن سأكتفي بالتعليق فقط على بعض
الإسلام ،والكتاب نفسه بعنوان :تاريخ
القضايا التي تط ّرق لها الكاتب ،ففي
العرب في العصر الجاهلي ،وغيرها. الفصل السادس مثل ًا( ،ص،142 .
وع ّقب عليها بقوله” :هذه المؤ َّلفات حاشة ،)2( :ص )158 .يستعرض الكاتب
غن ّية بمحتواها وتعكس معرفة عميقة بعضاً من المصادر العربية الحديثة التي
لدى مؤ ِّلفيها بالأدب العربي القديم،
وهو ما يجعلها أيضاً مفيدة بال ّنسبة تتح ّدث عن تاريخ العرب قبل الإسلام،
إلى الباحث الغربي ،ومن ناحية أخرى ومن ضمنها كتاب «المف ّصل» لجواد علي،
فإ ّنها تفتقر إلى تحليل ناقد للمصادر، فيقول عنه :أ ّنه دراسة تقليدية .فيما
يتعلّق بالمشكلة التي نناقشها هنا في هذه
ولا تناقش المشكلة التي نتناولها هنا في الدراسة ،ويعني «العرب» لغة وعرقاً
هذا الكتاب .هذه الأعمال كا ّفة تنظر وتاريخاً .ومع وجاهة هذا الرأي إلا أ ّنه
لا يقبل منه كلّه؛ لأ ّن كتاب المف ّصل؛ هو
إلى التعريف القومي الحديث للعرب
على أ ّنه أمر مسلّم به“ .ولكن قصور
هذه المص َّنفات ليس لكونها بسبب ما
ذكره ريتسو بل مر ّدها أ ّن هؤلاء الك ّتاب
20