Page 23 - Dilmun 27
P. 23

‫العرب في العصور القديمة‬

                         ‫خاطئ‪ ،‬لأ ّن إنشاء ميناء تيردون ِمن ِقبل‬   ‫لم يكونوا أصل ًا متخ ّصصين في تاريخ‬
                         ‫الملك نبوخذن ّصر ثم ازدهاره في عهد‬        ‫العرب قبل الإسلام‪ ،‬وأ ّن ما كتبوه عنه‬
                         ‫خليفته نابونئيد يع ّد نوعاً من فرض‬
                         ‫السلطة في المنطقة‪ ،‬كما أ ّن جزيرة‬         ‫كان مج ّرد تخ ّصص ثانو ّي‪ ،‬كما أ ّن‬
                         ‫فيلكة كانت قاعدة بحر ّية للكلدانيين‬       ‫أكثرهم قد اعتمدوا على كتاب المف ّصل‬
                         ‫في منطقة الخليج‪ ،‬إضافة إلى ذلك؛‬           ‫وأعادوا نشر ما كتبه جواد علي من‬
                                                                   ‫َقبلهم‪ .‬إضافة إلى ذلك أ ّنهم لا يمتلكون‬
                         ‫فإ ّن اسم الملك نابونئيد مذكور في نقش‬
                         ‫مكتشف في البحرين‪ .‬وفي إشارة المؤ ِّلف‬     ‫القدرة على قراءة نقوش شبه الجزيرة‬

                         ‫لغزوة نابونئيد لبلاد العرب‪ ،‬نقل عن‬        ‫العربية القديمة فهم لا علاقة لهم بها‬

                         ‫ابن الكلبي غزوة نبوخذ نصر على أهل‬         ‫كما أ ّن اعتمادهم على مصدر الآثار لم‬
                                                                   ‫يكن قو ّياً‪ ،‬ولا واضحاً‪ ،‬وهذا لهم عذرهم‬
                         ‫ال ّر ّس بإيحاء من أحد الأنبياء‪ ،‬وهو هنا‬  ‫فيه لأ ّنه عند صدور هذه الكتب لم تكن‬
                         ‫يرجع إلى كتاب دانيال پوتس عن الخليج‬
                                                                     ‫الآثار قد برزت كما هو حاصل الآن‪.‬‬
                         ‫العربي‪ ،‬وكنت أتم ّنى من المترج َم ْي‬
                         ‫العودة للمصدر العربي‪ ،‬والإشارة إلى‬        ‫وقد أشار المترجمان (صفحة‪ :‬ح‪،‬‬

                            ‫مقولة ابن الكلبي في أصلها العربي‪.‬‬      ‫ط) إلى المف ّصل على اعتبار عظمته‬
                                                                   ‫وعل ّو شأنه واعتماد الباحثين عليه‪ ،‬ثم‬
                         ‫وسوف نتط ّرق كذلك إلى حديث الكاتب‬         ‫يشيران إلى أ ّن قيامهما بترجمة هذا‬
                         ‫عن الإسكندر المقدوني‪ ،‬وشبه الجزيرة‬
                         ‫العربية (ص‪ ،) 374 .‬وقد كتب المترجمان‬      ‫الكتاب إلى العربية هي محاولة تتشابه‬
                         ‫” ُمسندم“ بصيغة ”موسندم“ وهو خطأ‪.‬‬
                         ‫ويذكر الكاتب عن جزيرة فيلكة أ ّنه في‬      ‫مع ما قام به جواد علي من بعض‬
                         ‫أحد التقارير التي ُسلّمت للإسكندر‬
                         ‫يرد وصف جزيرة إيكاروس التي تقابل‬          ‫الجوانب‪ ،‬وإن كانت من منظور غربي‪.‬‬

                         ‫الآن جزيرة فيلكة أمام ساحل الكويت‪،‬‬        ‫وأنا في حقيقة الأمر مع المترج َم ْي في‬
                                                                   ‫مناداتهما بضرورة تأليف مف ّصل جديد‬
                         ‫والعبارة بهذه الترجمة غير صحيحة لأ ّن‬     ‫في تاريخ العرب قبل الإسلام يتض ّمن‬
                         ‫جزيرة فيلكة هي نفسها إيكاروس ولا‬          ‫نتائج الاستكشافات الآثارية الحديثة‪.‬‬
                         ‫توجد جزيرة مقابلة لها (ص‪.)378 .‬‬
                         ‫وذكر الكاتب أ ّن ”ماكاي“ هي مضيق‬          ‫وفي الوقت نفسه لا أ ّتفق معهما في كون‬
                         ‫هرمز‪( ،‬ص‪ )379 .‬والصحيح هي ك ّل‬
                         ‫شبه جزيرة مسندم‪ ،‬وفي الأصل هذه‬            ‫هذا الكتاب يتشابه مع كتاب المف ّصل إلا‬
                                                                                     ‫في بعض ال ّنواحي‪.‬‬

                                                                   ‫ومن الإشارات التي ذكرها ريتسو (ص‪.‬‬
                                                                   ‫‪ )248‬أ ّن تد ّخل الملك نابونئيد في شئون‬
                                                                   ‫الخليج غير صحيح‪ .‬وهذا استنتاج‬

                         ‫‪21‬‬
   18   19   20   21   22   23   24   25   26   27   28