Page 72 - التصحيح الأخير لملخص تاريخ بني صالح (2)
P. 72

‫‪٧2‬‬

 ‫(وخلف بعده ابن ابنه یعقوب بن العاقب بن عقبة المستجاب ‪ ،‬إلى أن توفي بالزاب وقبره به‬
    ‫مشهور یزار وإلیه یجتمع كنتة وإیدیعقوب من إیدوالحاج ومن تجكانت ‪ ،‬ثم خلف ابنه شاكر‬
               ‫مؤلف المدخل ‪ ،‬وقبره مشهور یزار بالقیروان وإلیه تجتمع كنتة والمحاجیب ) ‪.‬‬

 ‫وتعلیقا على هذا النص كتب المحقق الدكتور حماه الله السالم في الهامش رقم ‪ ٥‬من الصفحة‬
‫‪ ( 1٩0‬شاكر ‪ :‬جاء في روایة أخرى للمؤلف " الطرائف ج‪ " 2‬أ ّن شاكرا لقب ورد بن العاقب ‪،‬‬

   ‫وأقدم إشارة إلى هذا الاسم ما ورد في روایة ابن عذاري " البیان ‪ "2٧ :1 :‬وهو قوله ‪ " :‬ثم‬
 ‫رجع عقبة قافلا إلى المغرب الأوسط ‪ ،‬وسلك إلى إیغیران یطوف ‪ ،‬ثم إلى تارنا ثم إلى موضع‬

                                                ‫شاكر ‪ ،‬وترك به صاحبه شاكرا ‪. )... "....‬‬

     ‫ولتفنید هذه النسبة المزعومة إلى النسب الفهري القرشي نقول ‪ :‬إن عقبة رضي الله عنه‬
‫خلف من الأبناء سبعة وهم ‪ :‬أبو عبیدة عثمان‪ ،‬وعبدالرحمن وموسى ‪ ،‬وعیاض ‪ ،‬وعمر ‪ ،‬ولا‬

    ‫یحضرني الآن اسما السادس والسابع ‪ ،‬ولیس فیهم ولا في أبنائهم ولا أحفادهم المباشرین ‪:‬‬
      ‫أسماء ( العاقب ‪ ،‬ویعقوب ‪ ،‬وشاكر )‪ ،‬فإن صح أن لكنتة جدا اسمه شاكر على عهد عقبة‬
     ‫رضي الله عنه أوقریبا من عهده ‪ ،‬فهو شاكر البربري صاحب عقبة ولیس ابنه ولا حفیده ‪،‬‬

  ‫وبهذا یبطل النسب الذي زعمه الكنتي لنفسه أولا‪ ،‬ولقبیلة المحاجیب في موریتانیا إلى عقبة بن‬
     ‫نافع الفهري رضي الله عنه ‪ ،‬لیس هذا فحسب بل إن الأسطورة التاریخیة الكنتیة عن سیرة‬

‫"لفراد السبعة" أنه من لدن عقبة إلى سیدي محمد الكنتي كل واحد منهم لا یبقى من عقبه إلا فرد‬
    ‫واحد لأنّه حینما یولد له أولاد ویرهق نفسه في تربیتهم حتّى یصبحوا عن بكرة أبیهم جمیعا‬

 ‫علماء وأولیاء وصالحین وأوتادا ‪ ،‬وأبدالا ‪ ،‬وأقطابا‪ ،‬فیدعو الله أن یقبضهم إلیه جمیعا ولا یبقي‬
      ‫منهم إلا الواحد الوارث بعده ‪ ،‬مخافة أن یعصوا الله ویتجاوزوا حدوده ‪ ،‬وعلى أساس هذه‬
       ‫الخرافة الوهمیة فإنه لا یوجد لكنتة أبناء عمومة لا من إدوالحاج ولا من تجكانت ولا من‬

  ‫المحاجیب ‪ .‬وفي الهامش رقم ‪ 1‬من الصفحة ‪ 1٩1‬نقل محقق الغلاویة الأستاذ الدكتور حماه‬
     ‫الله السالم ما كتبه العلامة المختار بن حامد رحمه الله عن قبیلة المحاجیب ونص ما كتبه ‪:‬‬
       ‫(المحاجیب ‪ :‬یقول عنهم ابن حامد "المحاجیب ‪ ( " 1 :‬یطلق هذا الاسم على ثلاث قبائل‬
        ‫تظاهروا وتعاقدوا في ولاتة ‪ ،‬وهم ‪ :‬أولاد الفقیه عثمان بن محمد بن یحیى بن ینومر ‪.‬‬

 ‫ثانیا ‪ :‬آل أند اعلیه ‪ :‬ونسبهم إلى محمد بن الحنفیة ‪ ،‬وهم أخوال المحاجیب وقضاتهم قدیما‬
 ‫وأولهم قدوما على ولاتة وتازخت ‪ ،‬ثم صاروا إلى تمبكت ‪ .‬ثالثا ‪ :‬الإمامات ونسبتهم إلى سعید‬
‫بن العاص الصحابي ‪ ،‬كانوا یقومون بإقامة الصلاة حتى انقرضوا ‪ .))...‬انتهى كلام المختار بن‬

                                                                          ‫حامد رحمه الله‪.‬‬

      ‫ویضیف المحقق الدكتور حماه الله السالم ( وحسب الوثائق التواتیة "توات" فقد وصل‬
  ‫المحاجیب إلى توات عام ‪ ٦٧٥‬هجري "؟" في سیاق لا نعرف عنه شیئا ! وتحدث ابن بطوطة‬
‫الرحالة أثناء زیارته لولاتة ‪ ،‬عن لقائه بالقاضي محمد بن ینومن أو ینومر " أو ‪ :‬تنومر" ‪ ،‬فلعله‬
  ‫الجد الأعلى لأولاد الفقیه هؤلاء لمشاكلته له في النسب والنسبة والموطن ! وذكر ابن حامد أن‬
‫اسم المحاجیب كان في الأصل خاصا بأبناء الفقیه عثمان " لأن نساءهم لا یتزوجن من الأجانب‬
 ‫ولا یخرجن من البیوت " ‪ ،‬وحسب الروایة الكنتیة الواردة في رسالة الشیخ سید أحمد في جواز‬
 ‫تعلیم الأجنبیة فإن الشیخ سید أحمد البكاي كان هو الذي فرض الحجاب على نساء ولاتة عند ما‬
   67   68   69   70   71   72   73   74   75   76   77