Page 163 - 31- ميريت الثقافية- يوليو 2021
P. 163

‫حول العالم ‪1 6 1‬‬

‫علال الفاسي‬  ‫جميل صدقي الزهاوي‬       ‫بيير نور‬                              ‫سلسلة من التغييرات العميقة‪،‬‬
                                                                            ‫وسيل من التعقيدات الداخلية‬
   ‫الغرب والولايات المتحدة في‬        ‫الواقع؟ َي ْك ُمن الجواب في تحليل‬
‫الأزمة التي يعرفها هذا ال َتم ُّثل؛‬     ‫الخطابات الدينية وخطابات‬              ‫المبنية على ثورة الشخصية‬
 ‫فضروري ‪-‬سواء من الناحية‬                                                    ‫الجمعية التي تطمح إلى إعادة‬
                                      ‫َم ْن يق ِّدمون أنفسهم بوصفهم‬       ‫تشكيل ذاتها وإعادة بناء بطلها‬
   ‫اللغوية أو الثقافية‪ -‬إحداث‬         ‫أبطا ًل‪ .‬و ُيرا َفق هاجس البحث‬       ‫على حد سواء‪ .‬وبتركيزنا على‬
 ‫تغييرات أكثر عم ًقا في المجتمع‬                                           ‫الشهيد “محمد ال ُّد َّرة”‪ ،‬نسجل‬
 ‫العربي الإسلامي حتى تتمكن‬                 ‫هذا بالتركيز على أطفال‬
                                      ‫الانتفاضة؛ فهل نحن ُم ْق ِدمون‬          ‫اعتراف الفلسطينيين بدون‬
      ‫الذهنيات من التغيير؛ بل‬                                                 ‫خجل أو أدنى مركب نقص‬
   ‫وحتى إعادة تشكيل صورة‬                  ‫على تعويض بطل لا يقهر‬             ‫بضعفهم وخسارتهم المؤقتة‪،‬‬
 ‫جديدة للبطل والبطولة‪ .‬ولكن‪،‬‬          ‫بآخر أكثر ضع ًفا‪ ،‬ولكنه قادر‬           ‫كما أقروا بذنبهم‪ .‬ولا يشير‬
   ‫بما أن الحرب ضد الإرهاب‬             ‫على الإتيان بالمعجزات؟ وهل‬          ‫اختيار الفلسطينيين لشهدائهم‬
 ‫مستمرة في استهداف الإسلام‬                                                   ‫من بين النساء إلى تغيير في‬
  ‫والمسلمين‪ ،‬وفي التغاضي عن‬             ‫نحن بصدد إرساء “مفهوم‬             ‫ميثاق الحرب (والبطولة) فقط‪،‬‬
‫باقي الجماعات المتعصبة‪ ،‬وبما‬          ‫الضحية” في الشارع العربي؟‬           ‫بل إلى تغيير في الذهنيات أي ًضا‪.‬‬
 ‫أن “محور الشر” لا يضم إلا‬           ‫وهل يتجه الغضب الجماهيري‬             ‫غير أننا أسلفنا أن َتم ُّثل الحرب‬
   ‫الإسلام‪ ،‬يمكن أن نؤكد أن‬                                               ‫لدى الفلسطينيين يختلف اليوم‬
   ‫المتعصبين دينيًّا سيتشبثون‬           ‫نحو تأسيس سلَّ ِميَّة جديدة‬       ‫عن تمثل العرب والمسلمين لها؛‬
  ‫بموقفهم‪ ،‬وأن تمثلهم للحرب‬                               ‫للقيم؟‬          ‫حيث يعترف بعضهم بضعفهم‬
 ‫سيندرج أكثر في إطار الحرب‬                                                  ‫استسلا ًما منهم لقد ٍر مكتوب‬
‫المقدسة‪ .‬زد على هذا أن توظيف‬            ‫لاشك أنه من السابق لأوانه‬           ‫على رجال يعرفون أن الله لا‬
                                        ‫أن نقدم الآن تص ُّو ًرا نهائيًّا‬    ‫يغير ما بقوم حتى يغيروا ما‬
      ‫الإدارة الأمريكية نفسها‬          ‫لهذا التم ُّثل للحرب؛ ففي كل‬       ‫بأنفسهم‪ .‬بينما يستمر البعض‬
                                      ‫يوم تتغير الأحداث السياسية‬
‫لمصطلح «الحرب الصليبية»‬                ‫والخطابات مانحة إياه جميع‬               ‫في رفض الهزيمة وتأكيد‬
                                     ‫الاحتمالات الممكنة‪ .‬كما لا يجب‬        ‫وجودهم عبر ربط علاقات مع‬
                                       ‫أن ُنغفل الدور الهام لكل من‬
                                                                            ‫الغرب القوي‪ .‬في حين يعتبر‬
                                                                           ‫البعض الآخر أن العولمة عنف‬

                                                                              ‫َم ْأ َس َس ُه العالم‪ ،‬ويحاولون‬
                                                                           ‫جاهدين محاربتها عبر إرساء‬

                                                                             ‫معارضة ذات واجهة دينية‪،‬‬
                                                                                ‫غير أن أهدافها علمانية‪.‬‬
                                                                               ‫من المؤكد أن الحديث عن‬

                                                                             ‫المقاومة اليوم هو أسهل من‬
                                                                               ‫الحديث عن النصر‪ .‬ولكن‬
                                                                               ‫نتساءل في نفس الآن عن‬
                                                                                 ‫الحمولة الدلالية لبعض‬
                                                                              ‫الكلمات؛ فهل ُتغطي كلمات‬
                                                                              ‫من قبيل‪ :‬شهيد‪ ،‬وإرهابي‪،‬‬
                                                                                ‫ومناضل‪ ،‬ومقاوم نفس‬
   158   159   160   161   162   163   164   165   166   167   168