Page 161 - 31- ميريت الثقافية- يوليو 2021
P. 161

‫حول العالم ‪1 5 9‬‬

‫غسان الإمام‬  ‫صلاح نيازي‬         ‫شمس الضحى بوراقي‬                       ‫ضباط ثورة ‪ 1952‬بمصر‬
                                                                       ‫بالضباط الأحرار؛ إذ يحيل‬
  ‫المبادئ‪ ،‬ومولع بالمال‪ .‬ترمز‬      ‫المشروعية على الثورة‪ .‬غير‬        ‫هذا المر َّكب ال ُج ْم ِل تاريخيًّا إلى‬
  ‫الأرض إلى الانتماء‪ ،‬في حين‬       ‫أن الفضل يعود أسا ًسا إلى‬       ‫تبعية مزدوجة‪ :‬الأولى مباشرة‬
                                   ‫السينما العربية (المصرية)‬       ‫كابدتها الملكية بمصر باعتبارها‬
       ‫يرمز المال إلى الفساد‪.‬‬       ‫في ترسيخ صورة «البطل‬              ‫حلي ًفا للمستعمر الإنجليزي‪،‬‬
 ‫وسوف تنطبع جميع الأجيال‬                                              ‫والثانية غير مباشرة تتصل‬
‫اللاحقة بهذا الخطاب الكلاس ِّي‬                    ‫القومي»‪.‬‬            ‫بالهيمنة التركية؛ إنها تبعية‬
  ‫المدعوم بصورة تنفث الحياة‬         ‫ستمرر هذه السينما رؤية‬          ‫للغرباء‪ .‬وقد أتاح هذا الوصف‬
  ‫في هذا البطل؛ فخلف ممثلين‬        ‫مانوية(‪ )26‬للعالم‪ ،‬وستركز‬
‫من قبيل «أحمد مظهر» و»عمر‬       ‫اهتمامها على الحوار‪ ،‬وخاصة‬               ‫[الضباط الأحرار] أيضا‬
‫الشريف»‪ ،‬تلوح صورة «جمال‬           ‫على الصورة‪ .‬وقد انصرف‬               ‫للضباط الثوريين استمال َة‬
  ‫عبد الناصر»‪ .‬ورغم أن «عبد‬     ‫اهتمام أفلام هذه المرحلة‪ ،‬منذ‬         ‫الشعب إلى جانبهم‪ ،‬مق ِّدمين‬
 ‫الناصر» كان وطنيًّا مهوو ًسا‬   ‫بداية ونهاية(‪ )27‬وصو ًل إلى في‬      ‫له مشرو ًعا مجتمعيًّا صري ًحا‪،‬‬
 ‫بالحداثة‪ ،‬إلا أن ذلك لم يمنعه‬  ‫بيتنا رجل(‪ ،)28‬إلى التركيز على‬       ‫مستوحى من المجتمع الغربي‬
  ‫من التعامل مع الإسلاميين‪.‬‬      ‫ثنائية (الخير‪ ،‬الشر)؛ فالخير‬
‫لاشك أن حرب الأيام الستة(‪)29‬‬         ‫الذي له حق الحياة رجل‬                            ‫الحديث‪.‬‬
                                 ‫(بالمعنى ال َق َبلي للذكر الضامن‬   ‫وقد رفع الحكام العرب خلال‬
      ‫قد شكلت «حد ًثا خطي ًرا‬     ‫لاستمرار النسل) في ريعان‬
     ‫للغاية»‪ ،‬ولكن من منظور‬       ‫الشباب‪ ،‬خمري اللون‪ ،‬أدهم‬             ‫هذه الفترة تحد ًيا مزدو ًجا‪،‬‬
   ‫يختلف عن ذاك الذي نجده‬       ‫الشعر‪ ،‬مستقيم ومثالي‪ ،‬مرتبط‬         ‫يرتبط في شقه الأول بالدخول‬
‫عند «بيير نور» في العدد ‪246‬‬        ‫بأرضه‪ ،‬وأخي ًرا وطني‪ .‬أما‬
     ‫من مجلة ‪( Historia‬ماي‬        ‫الشرير (الخائن) فهو أشقر‬                ‫في حرب سياسية (ضد‬
     ‫‪)1972‬؛ لأن هذه الحرب‬          ‫الشعر‪ ،‬ماكر‪ ،‬جذاب وعديم‬            ‫المستعمر ومعاونيه المحليين‬
     ‫أزاحت الستار عن الهوة‬                                             ‫[الخونة])‪ ،‬ويتصل في شقه‬
                                                                       ‫الثاني ببدء حرب حضارية‬

                                                                         ‫(ضد الجهل والانحطاط‬
                                                                    ‫والتبعية) كما حددها الإسلام‪.‬‬

                                                                           ‫ومن أجل تحقيق ذلك‪،‬‬
                                                                         ‫سيستعين هؤلاء الحكام‬
                                                                      ‫بالمواضع الأدبية‪ ،‬عبر إعادة‬
                                                                    ‫إحياء نماذج بطولية تليدة (أبو‬
                                                                   ‫زيد الهلالي)‪ ،‬وشعراء أصبحت‬
                                                                    ‫لغة قصائدهم مستعصية على‬
                                                                   ‫الجماهير الأمية‪ ،‬كما سيلجؤون‬
                                                                     ‫إلى المطربين؛ بحيث سيصبح‬
                                                                       ‫«عبد الوهاب» و»أم كلثوم»‬
                                                                     ‫و»عبد الحليم» ناطقين باسم‬
                                                                       ‫الضباط الأحرار المصريين‬
                                                                     ‫وباسم القومية العربية‪ .‬وقد‬
                                                                     ‫َتمثَّل دورهم في خلق حركية‬
                                                                       ‫داخل الأوساط الجماهيرية‬
                                                                        ‫العربية‪ ،‬من خلال إضفاء‬
   156   157   158   159   160   161   162   163   164   165   166