Page 164 - 31- ميريت الثقافية- يوليو 2021

‫العـدد ‪31‬‬ ‫‪162‬‬

‫يوليو ‪٢٠٢1‬‬ ‫عقب هجمات الحادي عشر‬
‫من شتنبر‪ ،‬إنما يدل بطريقة‬
‫أجل قطع الصلة مع بطل‬ ‫وسيكون من العبث‬ ‫لا واعية على أن تم ُّثل الحرب‬
‫الاستمرار في امتداح أبطال‬
‫عقيم والبحث عن استبداله‬ ‫بادوا‪ ،‬وتوظيف ألفاظ مبالغ‬ ‫لم يتغير فع ًل؛ سواء في‬
‫في ركاكتها‪ ،‬واستدعاء صور‬ ‫الغرب أو في الشرق‪.‬‬
‫بآخر يكون انعكا ًسا‬ ‫ذهنية وأدبية لن ُتلقي بنا إلا‬
‫لصورنا؟ بل‪ ،‬ألم يحن‬ ‫في وهم محتوم‪ .‬بيد أنه من‬ ‫وتكمن درامية هذا التم ُّثل‬
‫الخطير أي ًضا اتجاه [البعض]‬ ‫للحرب في النظر إلى خطر‬
‫الوقت أي ًضا بالنسبة للغرب‬
‫نحو جعل أكثر من مليار‬ ‫َف ْق ِد فلسطين باعتباره‬
‫لكي يجعل منا ‪-‬دائ ًما وإلى‬ ‫مسلم بمثابة إرهابيين‪ .‬ألم‬ ‫أكثر مأساوية من سقوط‬
‫الأبد‪ -‬مهزومي الإنسانية‬ ‫يحن الوقت بالنسبة إلينا من‬
‫باسم تم ُّثل لحرب يعلم سل ًفا‬ ‫الأندلس في السابق‪.‬‬

‫أنها خاسرة؟‬

‫إحالات‪:‬‬

‫أستاذ ُم َب َّرز في اللغة العربية‪ ،‬مركز أقسام تحضير شهادة التقني العالي‪ ،‬أكادير‪ ،‬المملكة المغربية‪.‬‬
‫‪ -1‬هذه ترجمة لمداخلة الأستاذة «شمس الضحى ُبراقي» (أستاذة ُم َب َّر َزة في اللغة الفرنسية بمركز الأقسام‬
‫التحضيرية للمدارس العليا بطنجة‪ /‬المملكة المغربية) في الندوة التي انعقدت بمدينة مكناس المغربية سنة ‪2001‬‬
‫حول «الحرب‪ /‬السلام»‪ ،‬والمنشورة ضمن «دفاتر الجمعية المغربية للأدب العام والمقارن»‪ .‬المداخلة بعنوان‪La :‬‬
‫‪ ،représentation de la guerre dans l’imaginaire arabe‬الصفحات‪.32 –23 :‬‬
‫‪ -2‬من المعلوم أن لكلمة «مثَّل» شبكة دلالية غنية في اللغة العربية‪ ،‬يهمني منها في هذا السياق ارتباط التمثيل‬
‫بالتصوير‪ ،‬نقول‪« :‬مثَّل له الشيء‪ :‬ص َّوره حتى كأنه ينظر إليه» (ابن منظور الإفريقي‪ ،‬لسان العرب (المجلد‬
‫تصوي ًرا‬ ‫ط‪ ،2004 ،3‬ص‪)19‬؛ فللتمثيل علاقة مباشرة بالتصوير‪ ،‬سواء كان‬ ‫لبنان‪،‬‬ ‫دار صادر‪ ،‬بيروت‪،‬‬ ‫‪،)14‬‬
‫للتماثيل‪ ،‬أو مجر ًدا معقو ًل كتقريب معنى أو فكرة من ذهن المخاطب‪.‬‬ ‫المثَّال‬ ‫محسو ًسا كتصوير‬ ‫ماد ًّيا‬
‫‪ -3‬ونقصد به ‪-‬ببساطة وبدون الدخول في تفاصيل فلسفية وإبستيمولوجية‪ -‬الكلمة وق ّوتها‪.‬‬
‫وعلى العموم‪ ،‬يكتسب الخطاب ق َّوته الإيحائية والإقناعية من خصائص عدة تدخل في صلب العملية التواصلية‬
‫بين الباث والمتلقي‪.‬‬
‫‪ -4‬الكليشيهات أو الصور المقولبة (وتسمى أيضا النماذج أو القوالب النمطية أو المن َّمطة) ترتبط إيتيمولوجيًّا‬
‫‪ stéréo‬وال َّطبع ‪.typos‬‬ ‫ب‪5‬م‪-‬عنيج ْير اتل ا َّلصعلاادبةة‬
‫بين‪:‬‬ ‫«سقراط»‬ ‫الإغريقي‬ ‫الفيلسوف‬ ‫عصر‬ ‫منذ‬ ‫الفلسفة‬ ‫على التمييز في مجالات اشتغال‬
‫‪ -‬الميتافيزيقا‪ :‬وتهتم بالبحث في طبيعة الموجود والوجود وماهيتهما والعلل المحركة لهما‪.‬‬
‫‪ -‬الإبستيمولوجيا‪ :‬وتنشغل بسؤال المعرفة‪ :‬ما الذي يمكن لنا أن نعرفه؟ وكيف يمكننا أن نعرفه؟‬
‫‪ -‬الإيتيقا‪ /‬الأخلاق‪ :‬وتركز على الإجابة عن سؤال الطرائق التي بها يجب أن يتصرف الناس داخل المجتمع‪.‬‬
‫وقد ألقى مفهوم «الفضيلة» بظلاله على مجال الأخلاق في المجتمع الإغريقي القديم؛ حتى إنه طبعه بطابعه‪.‬‬
‫‪ -6‬ثيودور نولدكه (‪ ،)1930 -1836‬مستشرق ألماني اهتم أسا ًسا بدراسة القرآن الكريم‪ .‬من أهم مؤلفاته‬
‫المثيرة للجدل‪ :‬تاريخ القرآن‪.‬‬
‫‪ -7‬حنا الفاخوري‪ ،‬تاريخ الأدب العربي‪ ،‬منشورات المكتبة ال ُبو ْلسيّة‪ ،‬ط ‪ ،12‬لبنان‪ ،‬بيروت‪ ،1987 ،‬ص‪.59‬‬
‫ونشير إلى أن الكاتبة اعتمدت بشكل أساسي على هذا المصدر‪ ،‬لاسيما فيما يتعلق باستشهاداتها الشعرية‪.‬‬
‫‪ -8‬المصدر السابق‪ ،‬الصفحة نفسها (بتصرف)‪.‬‬
‫‪ -9‬دكتور في الآداب‪ ،‬حاصل على شهادة التبريز في الفلسفة‪ ،‬من أهم مؤلفاته‪ :‬بورخيص أو فرضية المؤلِّف‪ .‬له‬
‫العديد من الدراسات والبحوث حول الفيلسوف «كارل أوتو آبل» والظاهراتية‪ ،‬ونظرية الفن المعاصر‪ ،‬ودلائلية‬
‫الألوان‪.‬‬