Page 168 - 31- ميريت الثقافية- يوليو 2021

‫العـدد ‪31‬‬ ‫‪166‬‬

‫يوليو ‪٢٠٢1‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫صديقي الأستاذ‪/‬‬
‫مست ِقلة‪ ،‬متحققة‪ ،‬لا يمكن أن‬
‫عمرو الشيخ‬
‫تتلمس نقصا ًنا في عقلها ولا في‬
‫دينِها‪ ..‬وأذكر أن حديثي انتهى‬ ‫في حدي ٍث عاب ٍر بيننا‪ ،‬انفجر‬

‫إليك بالزعم أن الأمر كله متعلق‬ ‫في وجهينا سؤا ٌل مبا ِغت‪ :‬هل‬
‫يمكن أن تكون المرأة ناقص َة عق ٍل‬
‫بالعقلية العربية وتصوراتها‬
‫ودين ِفع ًل؟!‬
‫للمرأة‪ ،‬بينما خالف َتني في ذلك‬ ‫أنا أعرف أنك لس َت مؤمنًا بذلك‪،‬‬

‫باعتبار أن تقسيم العقل إلى‬ ‫وأنت تد ِرك أنني أكثر الناس‬
‫إيما ًنا بمساواتها مع الرجل عق ًل‬
‫عربي وغير عربي فيه من‬
‫ال ِعرقية والمذهبية ما فيه‪.‬‬ ‫ودينًا و ِفك ًرا‪ ،‬وقدرا ٍت أي ًضا‪،‬‬
‫لكننا كنا نتناقش‪ ،‬وج ّرنا النقاش‬
‫لكنني مذ أنهينا حديثنا هذا وأنا‬
‫مشغو ٌل ج ًّدا بالفكرة‪ ،‬وأريد أن‬ ‫إلى تأ ّمل بعض ممارسات‬
‫أعيد تناولها معك كتاب ًة وتفكي ًرا‪،‬‬ ‫المرأة في مجتمعاتنا‪ ،‬وهي‬
‫واختر ُت أن نتحاور م ًعا على‬ ‫الممارسات التي َش ّكلت ‪-‬ولا‬
‫الملأ‪ ،‬أن أكتب إليك‪ ،‬وأن تكتب‬ ‫تزال تش ّكل‪ -‬علام َة استفها ٍم‬
‫كبرى حول محاولات ر ّد المقولة‬
‫إل َّي‪ ،‬وأن يقرأنا أصدقاؤنا وغير أشرف البولاقي‬ ‫التراثية ودف ِعها بعي ًدا‪ ،‬وأذكر‬
‫أنني قل ُت لك ربما كانت هذه‬
‫أصدقائنا‪ ،‬لعل أح َدهم يد ِل بدلو‪ ،‬عمرو الشيخ‬ ‫الممارسات خاص ًة فقط بالمرأة‬
‫أو يتف ّضل برأي‪،‬‬ ‫العربية المنتمية للثقافة التي‬
‫المرأة في العقل العربي‪..‬‬ ‫على ألا ننزلق‬ ‫أنتجت المقولة‪ ،‬وأن تراث القهر‬
‫والقمع الذي تعرضت له المرأة‬
‫إلى المقولة التي‬ ‫العربية طيلة هذه القرون هو‬
‫رواها أبو سعي ٍد‬ ‫الذي أظهر هذه الممارسات‪،‬‬
‫قراءة في ثقافة النفي‬ ‫والتي إ ْن فهمنا واستوعبنا إيما َن‬
‫الخدري‪ ،‬فليست‬ ‫الذكور بالمقولة‪ ،‬وسعيهم الدائم‬
‫قضيتنا صح َة‬ ‫والمستمر لتكريسها‪ ،‬فإننا لن‬
‫نفهم على الإطلاق إيمان ملايين‬
‫الحديث أو ضعفه أو انتحاله‪،‬‬ ‫ِمن النساء العربيات المتعلمات‬
‫والمثقفات بها‪ ،‬على اعتبار أنهن‬
‫إنما قضيتنا هذا الذي نلاحظه‬ ‫كذلك بالفعل‪ ،‬بل ترديد بعضهن‬

‫نحن على النساء‪ ،‬هناك شيء ما‬ ‫المقولة بفخر واعتزاز!‬
‫قلت لك إن النظر إلى المرأة‬
‫مختلف ومغاير في طبيعة المرأة‪،‬‬
‫الأوروبية وممارسا ِتها‬
‫لا أقصد بالطبع الاختلاف‬ ‫‪-‬كمثال‪ -‬لا يمكن أن يطرح‬
‫علامة استفها ٍم واحدة؛ فهي‬
‫البيولوجي‪ ،‬لكنني أقصد‬ ‫‪-‬أي المرأة الأوروبية‪ -‬قوية‪،‬‬

‫اختلاف التفكير‪ ،‬اختلاف‬

‫المشاعر والعواطف‬

‫والانفعالات‪ ،‬أريدك أن‬

‫تستدعي معي ‪-‬أنت‬

‫وغيرك‪ -‬حجم الرهانات‬

‫التي راهن َتها في حياتك‬

‫على المرأة وخسر َتها‪ ،‬رغم‬

‫أن كل شيء كان يؤكد‬

‫أنك لن تخسر رهانك!‬

‫أريدك أن تستحضر أمامك‬

‫تجارب مثقفات ومبدعات‬