Page 169 - 31- ميريت الثقافية- يوليو 2021
P. 169

‫‪167‬‬      ‫الملف الثقـافي‬

 ‫رؤية عقل الذكر العرب ّي للمرأة‬                      ‫أبا سعي ٍد الخدر ّي هذا لم ير ِو‬       ‫و ِفع َلهن وردود أفعالهن أمام‬
‫فحسب‪ ،‬بل رؤية الأنثى العربيّة‬
                                                     ‫الحدي َث عن النبي الكريم‪ ،‬أو‬           ‫كثير من الأزمات التي نتعرض‬
                                                     ‫افت ِر ْض أننا أوتينا من ال ِعلم‬       ‫لها كمجتمع‪ ،‬ستلا ِحظ أن‬
         ‫ذاتها لنفسها‪.‬‬                               ‫ما استطعنا بفضله أن نقنِع‬
‫اوللرا يسموكل ُننصي ّ أل ْناأل ّغلف َعلليهحدويثسلّم‬
                                                     ‫المترددين والمتشككين أن‬                ‫هناك شيئًا غير طبيعي‪ ،‬هناك‬

‫الذي رواه أبي سعيد الخدري‬                            ‫الحديث موضو ٌع أو منت َحل‪ ،‬ألن‬         ‫شيء غريب ج ًّدا‪ ،‬هناك ضعف‬
                                                      ‫تقف طوي ًل أمام واقع المرأة في‬        ‫وانكسار‪ ،‬هناك انتصار للعاطفة‬
‫والذي قال فيه عن النساء أ ّنه ّن‬                     ‫مجتمعاتنا متسائ ًل‪ ،‬في َم هذا‬            ‫على حساب العقل‪ ،‬هناك نوع‬
      ‫ناقصا ُت عق ٍل ودين‪.‬‬                                                                  ‫من السادية ‪-‬وأحيا ًنا ِمن‬
‫وأنا هنا لا أريد بذل جه ٍد لا‬                        ‫النقص الذي نستشعره جمي ًعا‬
                                                                                            ‫الماسوشية‪ -‬مدفون في الذات‬
‫طائل من ورائه حول مدى‬                                ‫في المرأة؟ هل الثقافة سببه؟‬
‫صحة الحديث‪ ،‬لكنّني أزعم‬                                                                     ‫الأنثوية‪ ،‬يجد لذ َته في تعذيب‬
                                                     ‫هل الاستبداد سببه؟ هل هو‬
‫أ ّن لي تص ّو ًرا خا ًّصا في تل ّقيه‬                                                        ‫الآخرين أو تعذيب النفس‪..‬‬
                ‫وتأويله‪.‬‬                              ‫و ْهم أتخيله أنا ويظنه البعض‬
                                                     ‫ِمن أمثالي؟ ح ّدثني إن استطعت‬          ‫أعرف جي ًدا أن هذا موجود عند‬
‫العقلية العربية ‪-‬معظمها‪ -‬لديها‬                       ‫عما ينقص المرأ َة العربية لتكون‬        ‫الذكور أي ًضا‪ ،‬لكنني أتحدث عن‬
                                                     ‫إنسا ًنا مثلي ومثلك ح ًّقا‪ ،‬و ِفع ًل‪،‬‬
‫ثوابت جامدة تحكمها حتى في‬                            ‫وشهاد ًة‪ ،‬وعيا ًنا‪ ،‬وليس رغبا ٍت‬              ‫الدرجة‪ ،‬عن المستوى‪.‬‬
‫طرق تل ّقيها النصوص وتأويلها‬                                                                ‫ولكي أكون واض ًحا معك أكثر‪،‬‬

    ‫عل ًما بأ ّن هذا الأمر تحدي ًدا‬                  ‫ولا أمان ّي‪ ،‬ولا دفا ًعا‬                  ‫أريدك أن تفترض معي أن‬
‫يتطلّب إبدا ًعا وحر ّي ًة في التأويل‬                    ‫عنها‪ ،‬لا تحدثني‬

‫يضمن للن ّص حيا ًة واستمرا ًرا‬                       ‫عن العادات ولا‬

‫عبر تأويلاته التي ينبغي أن‬                           ‫التقاليد‪ ،‬ولا حتى‬
                                                     ‫عن الثقافة‪ ،‬ح ّدثني‬
‫تتط ّور تبعا لتط ّور الزمن وآليات‬
                    ‫التل ّقي‪.‬‬                        ‫عن المرأة نفسها‪،‬والتهميش والمصادرة‬

‫نعم ‪-‬في عميق اعتقادي‪-‬‬                                ‫عن الفرق بين قدراتها وقدرات‬

‫هل قصد‬   ‫االلرحدسيوثل صص ّحلياحل‪ّ،‬لولعلكي ّهن‬        ‫الرجل‪ ،‬عن هذا الذي أجده في‬
  ‫وسلّم‬
                                                     ‫عواطفها ومشاعرها مختل ًفا عما‬

‫الحط من منزلة المرأة؟ وهل‬                            ‫أجده في عواطفنا ومشاعرنا‬

‫قصد أي ًضا ذلك المفهوم المضاد‬                        ‫نحن الذكور‪ ..‬سأكون شاك ًرا‬
                                                        ‫وممتنًا لو تفضل َت بذلك‪،‬‬
‫وليد الثنائية التي تستريح إليها‬

‫العقليّة العربيّة وهو إعلان كمال‬                     ‫وسأكون أكثر شك ًرا وامتنا ًنا لو‬
‫عقل الرجل ودينه كما يتص ّور‬                               ‫تف ّضل آخرون بالمشاركة‪.‬‬

‫الكثيرون عبر الأجيال؟!‬                                     ‫(‪)2‬‬
                                                     ‫الصديق الأستاذ‪/‬‬
‫الحديث في تص ّوري المتواضع لم‬                        ‫أشرف البولاقي‬
‫يحط من منزلة المرأة بل يشير‬

‫إلى وصف يليق بطبيعة الإنسان‬

‫‪-‬لا النوع‪ -‬وهو النقصان‪،‬‬

‫نقصان أي ملكات في هذا‬                                     ‫تساءلنا كثي ًرا بالفعل في‬
                                                     ‫نقاشاتنا المتع ّددة من قب ُل حول‬
‫المخلوق‪ ،‬فهو غير مطلق القدرات‬
                                                         ‫رؤية ك ٍّل منّا لرؤية العقل‬
‫في أي شيء وإلا لاعتبرنا‬                              ‫العرب ّي للمرأة‪ ،‬ولعلنا لم نقصد‬

         ‫الإنسان إلا ًها!‬
   164   165   166   167   168   169   170   171   172   173   174