Page 171 - 31- ميريت الثقافية- يوليو 2021
P. 171
169 الملف الثقـافي
والنرويج وغيرها أم لا؟ فأين َت ْر َض ْو َن َِفم َرَن ُجالٌل ُّشَوَاه َْدما َرِء َأ ََأتانِن َت ِم َِّمضنَّل َمن ِشئن أ ْد َخلن ،و َمن ِشئن
ذلك ِمن حديث النبي؟ وكيف إِ ْح َدا ُه َما أ ْخ َرجن» .و ُين َسب إليه أي ًضا أن
لم يؤثر نقصان العقل والدين َف ُت َذ ِّك َر إِ ْح َدا ُه َما ا ْ ُل ْخ َرى». جاءه أح ُدهم في جماعة ،فقال يا
على مجريات أمور هذه الدول كما أن صيغة رواية الحديث رسول الله ،أرد ُت أن أغز َو ،وقد
جئت أستشيرك .فقال :هل لك
والشعوب؟ إتلبىدوقوكلِأهن،ها«وتمعالينمقية،صااننظدْرينمناعي أ ّم؟ قال :نعم .قال :فالزمها فإن
َحسنًا ،لعل حديث النقصان وعقلنا يا رسو َل الله؟ قال أليس
الجنة تحت ِرجليها.
وغيره من الأحاديث ،إذا شهادة المرأة مثل نصف شهادة ورغم أن عد ًدا ِمن العلماء قاموا
افترضنا صحة ورو ِدها عن
النبي -وهو ما لا أدين به -كان الرجل .ثم يأتي التصديق وكأن بتضعيف الحديثين ،إلا أنهم
يقصد العر َب دون غيرهم ،فهل الأمر مفرو ٌغ منها (بلى)! لم يستطيعوا أن يقتربوا من
كانت المرأة العربية في القرن حديث نقصان العقل والدين ،هل
السادس الميلادي على هذه ومن ثم فإ ّن تضعيف هذا تساءل َت معي من قبل لماذا؟!
الحال ِة التي تستدعي ِمن النبي الحديث يصيب التنزي َل في ق ْبل أن أحاول معك الإجابة،
أو ِمن صحابتِه أو ِمن التابعين أنقل لك نص حديث النقصان؛
َو ْص َفها بهذا الذي َو َصفوها به؟! مقتل ،كما أن تضعيف الحديثين لأهميته فيما نحن بصدده:
أقول لك ربما كانت كذلك ،فنحن «عن أبي سعيد الخدري قال:
أمام أم ٍة صحراويةُ ،ت ِغير و ُيغار السابقين يرفع التناق َض الظاهر خرج رسول الله صلى الله عليه
عليهاَ ،يخرج الرجل فيها للحرب وسلم في أضحى أو ِفطر إلى
ويسبي النسا َء ويعتبرهن ِمن والبيّن بين كون أكثرية أهل المص َّل ،ف َمر على النساء ،فقال:
غنائم الحرب ،وكانت المرأة في النار من النساء ،وبين كون «يا معشر النساء َتص ّدقن فإني
ذلك الوقت مطي َة الرجل بكل رأيتكن أكثر أهل النار» فقلن:
ما تعنيه الكلمة ،ولن يفوتك في الجنة تحت أقدام الأمهات.. وب َم يا رسول الله؟ قال« :تكثرن
هذا الصدد تشبي ُه بعض مفاتن اللعن ،وتك ّفرن العشير ،ما رأيت
النساء -عند شعراء العرب- فالحل السهل عند الفقهاء من ناقصات عقل ودين أذهب
ببعض ما يرونه جمي ًل في الناقة لِلُب الرجل الحازم من إحداكن»،
أو في ال َف َرس أو ما إلى ذلك. والعلماء هو تثبيت حديث ُقلن :وما نقصان دينِنا وعقلِنا
وو ْض ُع المرأ ِة وقيمتها ومكانتها النقصان ،والف ْتك التام بحدي َثي يا رسول الله؟ قال« :أليس
هذه في المحيط العربي ،ربما الأمهات! شهادة المرأة مثل نصف شهادة
تكون مفهوم ًة وطبيعية ومتسقة الرجل»ُ ،قلن :بلى ،قال« :فذلك
مع الثقافة ،وكان المتو ّقع مع ما ولعلك مرر َت مثلي بحديث «لن ِمن نقصان عقلها ،أليس إذا
يقال إن الإسلام بدأ يمنح المرأ َة، يفلح قوم ولّوا أم َرهم امرأة»، حاضت لم تص ِّل ولم ت ُصم»،
شيئًا فشيئًا ،بع َض حقوقها، تجده أي ًضا عند البخاري ،ر ِحمه ُقلن :بلى ،قال« :فذلك ِمن نقصان
وكان المتوقع مع كثرة ما أط َلقوا الله و َغفر له ،وأجم ُل ما قيل
عليه «الفتوحات» ،واتسا ِع رقعة بشأن هذا الحديث ِمن الفقهاء دينِها».
العرب واحتكا ِكهم وتواصلهم والعلماء قولهم إ ّن الأ ّمة َت َل ّقته لو تأمل َت الحديث بهدو ٍء ورو ّية،
مع الآخر ،أن يشبع العربي -أي الحديث -بقبو ٍل َح َسن!
من جو ِعه ون َه ِمه للمرأة ،إذ وهي عبارة خطيرة وذات دلالة. لعلك ستفطن بسهول ٍة إلى أن
بمرور الوقت رآها إنسا ًنا َيخرج وفي كل حدي ٍث ينتقص من قيمة مت َنه يحاول أن يؤكد ما َور ِد
للأسواق ،وتتصدر ال َمجالس،
المرأة ومنزلتها ومكانتها ستجد في التنزيل من قوله تعالى،
هذا القبو َل ال َحسن ،أ ّما أحاديث «ِّر َوَاجا ْلِس ُكَت ْم ْش َفِهإِ ُدنوا َّ ْل َشَي ِهُكي َود َنْيا ِن َر ِمُج َلن ْي ِن
الس ْبق أو الأفضلية فست ِجد فيها
تضعي ًفا ووض ًعا وانتحالا!
والسؤا ُل الآن ،هل أفلح
المصريون القدماء عندما ولّوا
أم َرهم امرأ ًة أم لم يفلحوا؟ هل
أفلحت أم ٌم وشعوب قديمة ،بل
معاصرة الآن ،كألمانيا وفنلندا