Page 153 - ميريت الثقافية العدد (32)- أغسطس 2021
P. 153

‫‪151‬‬  ‫تجديد الخطاب‬

  ‫هدأ الناس وذهبوا إلى أشغالهم‬             ‫النسبي والمطلق‪ .‬وكيف أن‬        ‫إن الدين رسالة الإله لخلقه فهو‬
 ‫وفرحوا بهذه البشرى‪ ،‬وكافأت‬           ‫الإصرار على فهم النص على أنه‬                ‫طريق غير طريق العلم‪.‬‬
                                     ‫يعطي إشارات علمية أو تاريخية‬
     ‫الرئيسة هذا الوزير‪ ،‬وطلب‬         ‫أظهر تناق ًضا ظاهر ًّيا للنص مع‬      ‫ولكن لأن العلم بمنهجة وليس‬
 ‫الناس أن يكون هذا اليوم الذي‬                                            ‫بموضوعه فمن الممكن أن يدرس‬
   ‫رأوا فيها السمكة عي ًدا قوميًّا‪،‬‬     ‫الحقائق التي نعرفها بالأدلة‪،‬‬      ‫الدين بطريقة علمية‪ ،‬ويمكن أن‬
   ‫وقال آخرون لا يكفي ذلك بل‬          ‫والحل في ذلك كما قال مفكرون‬
                                                                             ‫يكون موضو ًعا للعلم يدرس‬
    ‫يجب أن نحج إلى هذه البقعة‬           ‫إسلاميون أن نأول النص بما‬            ‫بمنهجية علمية وليس بنظرة‬
   ‫كل شهر إنه أمر إلهي‪ .‬فنزلت‬          ‫لا يتنافى مع العقل ونفهمه من‬           ‫إيمانية وهذا ما يسمى بعلم‬
                                      ‫خلال الرموز كرمزية قصة أدم‬
               ‫الرئيسة لآرائهم‪.‬‬                                                                 ‫الأديان‪.‬‬
       ‫ثم أتاهم علماء من البشر‬                               ‫وحواء‪.‬‬         ‫وفي المبحث الثالث تم توضيح‬
    ‫يوضحون سر السمكة‪ ،‬إنها‬               ‫أخي ًرا‪ .‬نختتم بقصة خيالية‪.‬‬     ‫كيف أن الفصل بين طريق الدين‬
  ‫ليست سمكة حقيقية بل تعمل‬               ‫في كوكب أورانوس اكتشف‬           ‫والعلم هو من أجل قدسية الدين‬
      ‫بواسطة كمبيوتر‪ ،‬هذا هو‬
    ‫الجهاز الذي حركها‪ ،‬هذا هو‬               ‫العلماء مخلوقات فضائية‬                 ‫ومن أجل تطور العلم‪.‬‬
 ‫المهندس المسؤول عن برمجتها‪،‬‬          ‫يعيشون في حياة تساوي حياة‬             ‫من أجل الدين حتى لا يستغل‬
  ‫هذا الكمبيوتر السبب له علاقة‬        ‫البشر في العصر الحجري‪ ،‬وفي‬             ‫من مروجي الإعجاز العلمي‪،‬‬
                                     ‫يوم استيقظت المخلوقات وجدت‬            ‫ولو بحسن نية‪ ،‬ظنًّا منهم أنهم‬
         ‫بالنتيجة وهي السمكة‪.‬‬         ‫أم ًرا عجيبًا‪ ،‬أم ًرا كاد أن يخطف‬   ‫بذلك يعظمون الدين في نفوسنا‪،‬‬
‫هاج عليهم سكان الكوكب‪ :‬كيف‬              ‫عقولهم من غرابة ما شهدوه‪،‬‬            ‫والحقيقة أنهم يزجون به في‬
                                                                          ‫معركة ليس أه ًل لها‪ ،‬ويعطوننا‬
     ‫تهدمون ديننا؟ كيف تتهكم‬              ‫شهدوا سمكة كبيرة تغني‪.‬‬             ‫مبر ًرا لتخلفنا‪ ،‬فلا نحتاج أن‬
   ‫على صنع الله؟ كيف تفسدون‬          ‫ظلوا ينتظرون ساعات وساعات‬             ‫نواجه أنفسنا بحقيقتنا لنواجه‬

      ‫أعيادنا؟ فقتلوهم وظلوا في‬            ‫حتى غشاهم الليل فجاءت‬              ‫واقعنا‪ ،‬بل يخدروننا فنرفع‬
                        ‫عماهم‪.‬‬           ‫رئيستهم لترجع بشعبها إلى‬        ‫شعار «نحن من سبق الغرب من‬
                                      ‫مساكنهم‪ ،‬وتجعلهم يستأنفون‬
  ‫لو أنهم كانوا يعلمون أن الدين‬       ‫حياتهم‪ ،‬الشعب أبى وثار وقال‬                          ‫‪ 1400‬سنة»!‬
‫مكانه العاطفة والسمو الروحاني‬          ‫لا نرجع بيوتنا إلا أن تأتي لنا‬      ‫ومن أجل العلم حيث تم عرض‬
                                      ‫بتفسير واضح‪ ،‬مكثت الرئيسة‬             ‫كيف تم تعطيل استفادتنا من‬
   ‫وأن المادة يبحث عنها بالعلم‪.‬‬       ‫تفكر ساعات وساعات ثم أيا ًما‬
  ‫لو أنهم دققوا النظر وفحصوا‬           ‫لم تر أي سبب‪ ،‬جاءها وزيرها‬              ‫العلم بسبب الفتاوي‪ .‬وتم‬
                                      ‫قال‪ :‬أتيت بالحل أخي ًرا‪ :‬السمكة‬       ‫عرض آراء مفكرين إسلاميين‬
     ‫بطريقة علمية وثابروا حتى‬        ‫التي تتحدث هذه كانت بسبب أن‬         ‫متنوريين‪ ،‬فطنوا لخطورة الخلط‬
    ‫لو لم يتعرفوا على الإجابة في‬     ‫الله را ٍض عنكم‪ ،‬لذا بعث بسمكة‬       ‫بين ما هو علمي وما هو ديني‪،‬‬
‫الوقت الراهن‪ ،‬لما كانوا في عماهم‬                                         ‫وفي الجزء الأخير من هذا المبحث‬
                                                     ‫تغني وتطربكم‪.‬‬       ‫عملنا على فك التشابك بين مجالي‬
           ‫ويضطهدون العلماء‪.‬‬
   ‫هذه القصه الخيالية هي قصة‬

                 ‫واقعنا المأزوم‬
   148   149   150   151   152   153   154   155   156   157   158