Page 38 - ميريت الثقافية العدد (32)- أغسطس 2021
P. 38

‫العـدد ‪32‬‬  ‫‪36‬‬

                                                            ‫أغسطس ‪٢٠٢1‬‬

                         ‫مروة لعريبي‬

                         ‫(الجزائر)‬

      ‫ضمير المتكلمة‪..‬‬
      ‫قراءة إمتاع ومؤانسة‬

      ‫«ضمير المتكلم» رواية معقدة رغم أنها تقرأ بلا توقف‪ .‬هي مركبة‬

      ‫بشكل غريب‪ :‬قصص متشابكة يلتف بعضها حول بعض‪ ،‬نتحرك‬

      ‫فيها ونحن نشاهد حركات الآخرين‪ ،‬ولا نعرف جي ًدا ما الصلة بين‬
      ‫المص ّور العاشق لزوجته وأخيه الكبير‪ ،‬وبين العسكري السينمائي‬
      ‫الجذاب بولعه إلى درجة أننا نحبه بلا شروط‪ ،‬ثم يدخل جمهور من‬

      ‫رجال الأمن والمخبرين‪ ،‬مع وجود خبر كاذب لقصة أو رواية لنجيب‬

      ‫محفوظ لم تكتب‪ ،‬ومع ذلك فالدنيا مقلوبة بسببها رأسا على عقب‪.‬‬

‫لكنني أنا في مجابهة عالمي هذا لم أسقط من جحر‬                                      ‫إذا نطق الجمال‪..‬‬

‫التي‬  ‫إلى عالم‬  ‫ج َّرني‬  ‫إنما واقع أيامي الجميلة‬  ‫أرنب‪،‬‬      ‫عمر البشرية الحقيقي لا يتع ّدى أربعين عا ًما‪ ..‬هو‬
      ‫تجربتي‬    ‫وكانت‬    ‫تسكنه مخلوقات أجمل‪،‬‬      ‫خيال ٍّي‬  ‫عمر الإنسان بعد وصوله للنضج‪ ،‬جميعنا نولد بلا‬

‫تستحق الوصف مني والقراءة منكم رفقة الأستاذ‬                    ‫ذاكرة‪ ،‬نبدأ من جديد بشرية جديدة‪ ،‬كل من ولد‬
   ‫أو ًل‪ ،‬و الكاتب العبقري ثانيًا‪ ،‬والصديق الحبيب‬           ‫ح ًّرا عليه مسؤولية «إثبات أن البشرية تستحق لقب‬
‫المبدع فيصل الأحمر؛ الذي تعجز الأوصاف أمامه‪..‬‬
                                                              ‫إنسان»‪ ،‬لأن كل شيء يتلخص فيك إذا استطعت‪،‬‬
      ‫روائي مع كل كتاب جديد له أشعر بواجب أن‬                       ‫بالنهاية أنت لا تملك شيء ولا شيء يملكك‪.‬‬
‫أنحني له رافعة قبعتي إجلا ًل واحترا ًما ‪-‬والأصح‬
 ‫في القبعة أنها خاصة بالرجال لذا أرفع له طرف‬                  ‫وما أملكه أنا في الوقت الراهن يتلخص في حكاية‬
                                                               ‫«أليس في بلاد العجائب»‪ ..‬هي زادي كله‪ .‬والآن‬
‫فستاني بأطراف أصابعي لتكون أنثوية أكثر‪.-‬‬                      ‫أنتم في حيرة من أمركم؛ ما دخل أليس في الأمر؟‬
                                                               ‫نعم هو ذلك النموذج من أفلام الكرتون القديمة‬
      ‫ستعود بي أخيلتي صوب عالم أليس في بلاد‬                     ‫الذي أثر بشك ٍل إيجاب ٍّي للغاية في ملكات الخيال‬

‫العجائب؛ أنا التي قررت أن أنتقل بمحض إرادتي‬                         ‫لد َّي‪ ،‬لأكبر ويكبر معي الشغف بهذا العالم‬
                                                                ‫السحري والأ َّخاذ الذي لا يعترف بالحدود‪ ،‬ولا‬
      ‫إلى عالم فيصل في بلاد الغرائب والمتاعب‪.‬‬               ‫وجود فيه للمستحيلات والمحاذير‪ ،‬ويكفي أنه عالم‬
                                                             ‫بلا إزعاج على عكس ما نعيشه في واقعنا المحدود‪،‬‬
    ‫تراه فيصل (الأحمر طب ًعا‪ ..‬ومن غيره؟) أم أنه‬
‫الشيخ؟ ذلك الكاتب المنهك المرهق والجذاب مع ذلك؟‬                   ‫وعلى عكس ما يعيشه أبطال «ضمير المتكلم»‪.‬‬

‫الشيخ الذي يغري الجميع كي يذهبوا إليه ويعترفوا‬

                         ‫له بأدق التفاصيل‪.‬‬
   33   34   35   36   37   38   39   40   41   42   43