Page 149 - ميريت الثقافية رقم (34)- أكتوبر 2021
P. 149

‫حول العالم ‪1 4 7‬‬

    ‫وبقايا اعشاب بحرية وبعض دماء حيث ُج ِرح‬                          ‫‪ -1‬المفسد(‪)1‬‬
                                         ‫ذراعك‬
                                                           ‫أيمكنك تشخيص الخوف؟ الدوحة القانية المزهرة‬
   ‫أثناء محاولاتك مقاومة التيار‪ .‬قد لا يحدث ذلك‬                                                 ‫من الرحم‬
                                         ‫طوي ًل‬
                                                            ‫إلى الحلق‪ .‬يقول الطبيب‪ ،‬إنه عصب واحد طويل‪.‬‬
‫ولكن في يوم من الأيام‪ ،‬تمرر أصابعك في الرمال‪،‬‬                                                     ‫ثمة علة‬
                              ‫وتقبض على حفنة‬
                                                          ‫في أن التنفس يساعد‪ ،‬فالعضلات تتراخي كالزواج‬
  ‫وتضعها في أرضية جديدة‪ .‬بإمكانك الإيمان بأن‬                                                     ‫المحتضر‬
                   ‫كل شيء ممكن‪ ،‬فلما لا تؤمن‬
                                                            ‫مخاوفي أشياء بسيطة‪ .‬تسمم غذائي في باريس‪.‬‬
     ‫بأن هذا سوف يستمر؟ العوارض الجمالونية‬                                            ‫ردهات المستشفيات‪.‬‬
                     ‫الصدفية كعيون في الغسق‪.‬‬
                                                             ‫زوجي يضحك في غرفة أخرى‪( .‬الباب موصد)‬
 ‫أنا هنا لأخبرك أن المد لن يتوقف عن المجيء أب ًدا‬          ‫لأيا ٍم‪ ،‬أحتضن ثديي وأقلق لكون الورم كالخرزة‪.‬‬
 ‫أنا هنا لأخبرك أن أ ًّيا ما تبني ُعرض ًة لأن يصبح‬        ‫ما من شيء أُصلي لزواله‪ .‬الدوحة تعشق قاطعها‪.‬‬

                                           ‫طل ًل‬              ‫أقول للطبيب‪ ،‬لقد توقفت الكوابيس‪ .‬أنا أعرف‬
                                 ‫فاجعله جمي ًل‪.‬‬                                                   ‫السبب‪.‬‬

          ‫‪ -2‬إنا ُث النو ِع‬                                   ‫لقد توقفت لأني عمدتها‪ .‬تلك هي الكيفية التي‬
                                                                                            ‫أتحدث بها أنا‬
  ‫إنهن يغادرن ال ُقط َر بأطفا ٍل تله ُث وحقائ ِب سف ٍر‬
   ‫مليئ ٍة بالتواب ِل وأشرط ِة الكاسيت‪ .‬في المطارا ِت‪،‬‬      ‫وأمي عن الموت‪ :‬الشيء الذي تجعله ُيح ِجم عنك‬
                                                                                    ‫بأن تطلب منه أن ُيقبِل‬
                        ‫يصطفون كقناني النبيذ‪.‬‬
‫المدين ُة الجديد ُة تتلأل ُأ تحت نور قمر شبيه بالبصل ِة‬   ‫لقد سئمت نيسان‪ .‬فقد قتل امهاتنا الحاكمات‪ .‬وفي‬
                                                                                           ‫الباحة الخلفية‪،‬‬
               ‫تخا ُل الطيو ُر الحصي الزجاجي‬
                      ‫علي الأسفل ِت ف ُتات خب ٍز‬            ‫غرست فسيلة زيتون في تربة غير صالحة‪ .‬ثمة‬
                                                                                        ‫تهدل في الأغصان‬
‫إذا ما ثمل ُت فإنني أحكي قص ًصا عن النساء اللواتي‬
                                         ‫أعرفهن‬          ‫يذكرني بصديقي الذي يهاتفني ليقول‪ ،‬ما الجدوى‪،‬‬
                                                                                         ‫أو المرضى الذين‬
                       ‫فهن يكسرن أطبا َق ال َع َشا ِء‬
                                                           ‫يتوافدون إل َّي‪ ،‬يكتنفهم الشقاء والدهشة‪ ،‬أفئدتهم‬
          ‫حينما ُكن ُت طفلة رأي ُت خالتي ُتلقي بهال ٍة‬                                      ‫كأطفا ٍل وليدة‬
  ‫من المكرونة السباجيتي حول أمى‪ .‬والآن أنا أكبر‬
                                                               ‫بعد أول حقنة‪ .‬ماذا بعد‪ .‬جميعهم يريدون أن‬
                                 ‫مما كانتا حينها‬                                         ‫يعرفوا‪ .‬ماذا بعد‪.‬‬

‫في‬  ‫عمي‬  ‫ابنة‬  ‫تصي ُح‬  ‫في السن ِة الجديد ِة القديم ِة‪،‬‬               ‫أتخيله كشاطئ وثمة قلعة رملية رائعة‬
                            ‫المناز ِل الهاجع ِة قائل ًة‬        ‫استغرق بناؤها سنوات‪ ،‬واجهاتها الجملونية‬
‫أنا بنت بيروت‪ .‬ويتعالي وقع ُخطوا ِتها صاعد ًة‬
                       ‫ال ُسلم‬                                                                   ‫صفوف‬
‫لم أتذكر أب ًدا أن أخبرها أي شيء‪ .‬ولا حتى الحلم‬                           ‫من الصدف البحري وردي اللون‬
                                                               ‫غرفها من الحصي والخشب العائم‪ .‬تلك هي‬

                                                                                   ‫حياتك‪ .‬ثم تقع الواقعة‪،‬‬
                                                          ‫تحلي ُل د ٍم مقلق‪ ،‬حادث سيارات على طري ٍق سريع‪.‬‬

                                                                                              ‫ويتدفق الم ُد‬
                                                              ‫يأتي الما ُء على عملك كسر ٍب من الطيور البرية‪.‬‬

                                                                                           ‫ويبقي ال ُحطام‪.‬‬
   144   145   146   147   148   149   150   151   152   153   154