Page 36 - تقرير البحث
P. 36

‫وعليه فالعنف المدر يس ظاهرة متعددة الجوانب تظهر نتيجة تفاعل عدة عوامل ودوافع ال يت‬
‫تؤكد طبيعة التفاعل المستمر ودور العوامل النفسية والاجتماعية الداخلية والخارجية‪،‬‬

                                                               ‫والمجتمع‪ ،‬والمدرسة‪ ،‬والشة‪.‬‬

                                   ‫‪.2 ‬أ‪ .5.‬العوامل والأسباب المؤ ّدية للعنف المدر يس‬

    ‫يحمل العنف مجموعة من المسببات والعوامل ال يت تؤدي إليه؛ فمنها ما هو اجتما يع أو ثقا يف‪.‬‬
  ‫إضافة إل ذلك فإن للعنف مظاهر وأشكالا وأنواعا متعددة‪ .‬كما أن له نتائج وآثارا مختلفة‪ .‬فهناك‬
 ‫العديد من العوامل الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والمدرسية المرتبطة بالعنف‪ ،‬وبصفة عامة‬

      ‫يتفق الباحثون على عدم وجود سبب واحد لحدوث العنف المدر يس‪ ،‬وانما يه عدة عوامل‬
         ‫متشابكة تتفاعل يف سياق اجتما يع وثقا يف محدد‪ .‬حيث تجمع أغلب الدراسات النفسية‬

    ‫والاجتماعية على أن سلوك العنف على المستوى الفردي أو الجما يع هو عادة مكتسبة متعلمة‬
  ‫تتكون لدى الفرد منذ وقت مبكر يف حياته من خلال العلاقات الشخصية والاجتماعية المتبادلة‬

                                                       ‫ومن خلال أساليب التنشئة الاجتماعية‪.‬‬
   ‫ولتناول أسباب العنف المدر يس لا بد وأن ننظر إل أن العملية اليبوية مبنية على التفاعل الدائم‬

       ‫والمتبادل بي الطلب ومدرسيهم‪ .‬حيث إن سلوك الواحد يؤثر على الآخر‪ ،‬وكلاهما يتأثران‬
 ‫بالخلفية البيئية‪ .‬وإذا أردنا تقييم هذه الظاهرة يف إطار المدرسة فمن الخطأ بمكان أن نفصلها عن‬
 ‫المركبات الخرى المكونة لها‪ .‬حيث للبيئة جزءاكبيا من هذه المركبات‪ ،‬ومن أهم تلك السباب‪:‬‬

                                                                          ‫أ‪ .‬العوامل الأسرّية‪:‬‬
  ‫تعد الشة من أهم النظم الاجتماعية يف حياة الإنسان‪ .‬و يه أقدم هذه النظم لن الإنسان يبدأ يف‬
   ‫الشة وتشكل أول وسط اجتما يع يوجد فيه الإنسان‪ ،‬وتقوم بتلبية احتياجاته المتعددة‪ .‬إضافة‬

       ‫إل ذلك فإن الشة تشكل المصدر الول لقيم وعادات وتقاليد الفرد ومثله وقيمه الخلفية‪،‬‬
    ‫وتّضفاته السلوكية‪ .‬وذلك عندما تقوم بيبية البناء عن طريق التنشئة الاجتماعية لنها بذلك‬
‫تغذي فيهم الفكار والقيم وحب التعاون والتفاعل مع الآخرين‪ .‬و يه بذلك تعتي حلقة الوصل بي‬

                                                                             ‫الفرد والمجتمع‪.‬‬

‫‪22‬‬
   31   32   33   34   35   36   37   38   39   40   41