Page 32 - تقرير البحث

‫أ‪ .‬العنف يف ضوء نظرية ال ّتحليل ال ّنف يس‪:‬‬

‫يرجع فرويد العنف إما لعجز (النا) عن تكييف اليعات الفطرية الغريزية مع مطالب المجتمع‬

‫وقيمه ومثله ومعاييه‪ ،‬أو عجز الذات عن القيام بعملية التسا يم أو الإعلاء‪ ،‬من خلال استبدال‬
‫اليعات العدوانية والبدائية والشهوانية بالنشطة المقبولة خلقيا وروحيا ودينيا واجتماعيا‪ .‬كما قد‬

‫تكون (النا العلى) ضعيفة‪ ،‬و يف هذه الحالة تنطلق الشهوات والميول الغريزية من عقالها إل‬
‫حيث تتلمس الإشباع عن طريق سلوك العنف‪ .‬كما يرى فرويد "أن دوافع السلوك تنبع من طاقة‬

‫بيولوجية عامة‪ ،‬تنقسم إل نزعات بنائية (دوافع الحياة) وأخرى هدامة (دوافع الموت)‪ .‬وتعي‬

‫دوافع الموت عن نفسها يف صورة دوافع عدوانية عنيفة‪ .‬وقد تأخذ هذه الدوافع صورة القتل‬
‫والحقد والتج يت ومقر دوافع الموت أو غريزة التدمي هو اللشعور" ( فرويد‪ ،0444 ،‬ص‪. )73‬‬
‫يف حي ترى الفرويدية الحديثة أن العنف يرجع إل الّضاعات الداخلية والمشاكل الانفعالية‬

‫والمشاعر غي الشعورية بالخوف وعدم المان وعدم المواءمة والشعور بالنقص‪.‬‬

‫ب‪ .‬ال ّنظرّية الإحباط ّية‪:‬‬

‫تنطلق هذه النظرية من مسلمة أن العدوان هو المصدر الصليى للإحباط‪ ،‬فإنه يلجأ إل توجيه‬
‫العدوان نحو مصدر آخر له علاقة مبا رشة أو رمزية بالمصدر الصليى‪ ،‬وعندها يسم هذا العدوان‬
‫مزاحا‪ .‬وتعرف هذه الظاهرة بكبش الفداء‪ ،‬فالمعلم الذي يحبط من قبل مديره يوجه عنقه نحو‬

‫الطلبة لنه لا يستطيع أن يعتدي على المدير‪ ،‬ويع يت ذلك أن الإحباط يؤدي حتما إل العنف‬
‫( ملي يج‪.)4997،‬‬

‫ج‪ .‬نظرّية ال ّتعلم الاجتما يع‪:‬‬

‫و يه من أك ري النظريات شيوعا يف تفسي العنف و يه تفيض أن الشخاص يتعلمون العنف بنفس‬
‫الطريقة ال يت يتعلمون بها أنماط السلوك الخرى‪ .‬وأن عملية التعلم هذه تبدأ بالشة‪ .‬فبعض الآباء‬

‫يشجعون أبناءهم على التّضف بعنف مع الآخرين يف بعض المواقف‪ ،‬ويطالبونهم بأل يكونوا‬
‫ضحايا العنف‪ .‬أو عندما يجد الطفل أن الوسيلة الوحيدة ال يت يحل بها والده مشاكله مع الزوجة أو‬

‫الجيان يه العنف‪ ،‬فإنه يلجأ إل تقليد ذلك‪( .‬سيد عبد الله‪ ،‬خليفة‪ . )0444 ،‬فعندما يذهب‬
‫الطفل إل المدرسة فإنه يشاهد أن المعلم يميل إل حل مشاكله مع الطلبة باستخدام العنف أيضا‪.‬‬

‫‪18‬‬