Page 106 - merit 52
P. 106

‫العـدد ‪52‬‬                            ‫‪104‬‬

                                                                ‫أبريل ‪٢٠٢3‬‬

‫موافي يوسف‬

‫(السودان)‬

‫ِس ْفُر ال ُّصعو ِد‬

      ‫جس ُدك الملي ُء بالتِّكنولوجيا والأجهزة الدقيقة‪،‬‬              ‫“قص ٌة ِشعري ٌة عن الموت‪ ،‬في أجمل حالات ِفخاخ ِه‬
      ‫ال ُّصفارات المُتَّ ِصلة والمُتق ِّطعة تحو ُم ُمستو ِّفز ًة‬                                         ‫المُح ِزنة»‬
 ‫حولك‪ ،‬النافذ ُة التي لم تكن ُمو َصد ًة جي ًدا لن ترحم‬
   ‫من تركها غير ُموصد ًة جي ًدا؛ ُتس ِّرب عبرها ُبكا ًء‬                            ‫***‬
‫ُمختنِ ًقا‪ ،‬انحدرت ثلا ُث دمعا ٍت مالحا ٍت دفع ًة واحدة‪.‬‬
                                                                       ‫وأنت في اض ِّطجا ِع َك الأخير‪ ،‬ال َوخزا ُت بجسدك‬
          ‫كم تؤلمك نهنها ُتهم‪ ..‬كم تؤلمك نهنها ُتهم‪.‬‬                   ‫ال ِّطيني لا ُتبا ِر ُح اشتِغالها‪ ،‬ما أو َه َن ال َّصلصال!‬

                ‫***‬                                                                ‫***‬

                                ‫‪:!Critical case‬‬                    ‫بإصرا ِر ع َّدا ٍء لا تف ِصل ُه عن خط النهاية سوى ثلاث‬
                                ‫‪:!Hurry.. hurry‬‬                                                             ‫قفزات‬
      ‫خرج الصو ُت عبر فمه المُلثَّم‪ ،‬خرج عبر عينيه‬
 ‫القلقتين من خلف النظارة‪ ،‬وارتبك أصحا ُب المراي ِل‬                                  ‫تنظر لوجه أمك وت ُمد ك َّفك ِب ُح ُنو‬
     ‫ال ُخ ْض ِر الآ َخ ِرين‪ ،‬كانت ضربا ُت قلبك تتزاي ُد‪..‬‬                    ‫قطرة مالِح ٌة أخير ٌة تتوتر بزاوي ِة عينِك‬
                                 ‫تتزايد‪ ..‬تتزايد‪.‬‬
‫كانت عميق ًة كأنها صوت د ٍّف ناب ٍع من بئر‪ ،‬يضربه‬                                       ‫تب ُر ُق ُث َّم تنح ِد ُر برق ٍة مالحة‪.‬‬
     ‫حامد الأعرج ضارب النَّوب ِة بالزاوي ِة التجانية‪.‬‬                                                      ‫***‬
‫صفي ٌر آلي حا ٌد مثل صرصور الليل ورتيب‪ ،‬غشاوة‬
              ‫ان َب َنت في عينيك مثل خيوط عنكبوت‪.‬‬                         ‫الأطبا ُء يتحلقون حو َلك بعيون ِملؤها القلق‪،‬‬
 ‫صرت شاحب الرؤى‪ ،‬صرت بعي ًدا وقريبًا‪ ..‬معهم‬                                                    ‫يتقاطعون‪ ،‬يق ِّطبون‪،‬‬
 ‫ولست معهم‪ ..‬حاض ًرا وغائبًا‪ُ ،‬متأرج ًحا كنت مثل‬
     ‫َزور ٍق يتقاذف ُه َمو ٌج‪ ،‬ترى ذوي المراي ِل ال ُخ ْض ِر‬                          ‫يتكلمون بلغ ٍة أجنبي ٍة ُمقتضبة‪.‬‬
                                                                     ‫ِكدت تتكلم‪ ،‬غير أنك لم ُتدرك صو َتك‪ ،‬كي تقول‪:‬‬

                                                                           ‫أيها الطيبون‪ ،‬لا بأس‪ ،‬لا بأس‪ .‬تخر ُج أمك‬
                                                                        ‫والآخرون‪ ،‬يبقى ذوو المراي ِل ال ُخ ْض ِر القلقين‪.‬‬
   101   102   103   104   105   106   107   108   109   110   111