Page 108 - merit 52
P. 108
العـدد 52 106
أبريل ٢٠٢3
الصادق عبد الشافع زايد
(السودان)
أضغاث أشواق
فصل الشتاء ،ﻳﻔﺮﻥﻭ ﻣﻦ ﺃﻣﺎﻣﻲ ﺎﺘﻨﻴﻟﺑﻲﻨ ﺇﺣﺱﺎﺴ اﺳﻘﻴﺘﻈﺖُ ﻠﻰﻋ ﺿﻮﺀ ﺃﺷﺔﻌ ﻗﻮﻳﺔ ﺗﻠﻠﺴﺖْ ﺒﻋﺮ ﺯﺟﺝﺎ
ﻛﻠﺐ ﻳﺎﻌﻧﻲ ﺠﻟﺍﺮﺏ ﻭ ﺗﻪﻴﻓﺎﺠ ﺏﻼﻜﻟﺍ ﻷﺍﺧﺮﻯ. ﻧﻓﺎﺬﺓ ﻏﺮﻲﺘﻓ ﻭ صفعت ﻭﺟﻲﻬ الشاحب ﻣﺎﺒﺷﺮ ًﺓ،
ﺤﺘﻓﺖُ ﻃﺮﻓﻲ ﺑﺒﻂﺀ كلِ ٍص ﻳﺢﺘﻔ ﺏﺎﺒﻟﺍ شيئًا فشيئًا؛
ﻧﻈﺮ ُﺕ ﻟﻰﺇ ﺟُﺪﻥﺍﺭ ﻏﺮﻲﺘﻓ الكئيبة ﻭ ﺳﺎﻬﻔﻘ -ﺃﻭﻧﺎ ﻣﺎ
ﻝﺍﺯﺃ ﻣُﻴﻘﻠﺘﺴًﺎ ﻠﻰﻋ ِﻓﺮﺍﺷﻲُ -ﻏﺮﻲﺘﻓ ﺑﺎﺗﺖ ﻛﻟﻤﺎﻄﺦﺒ ﻤﺸﻟﺍﺲ ﺗﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﻭﺟﻲﻬ ﺗﺎﻤ ًﻣﺎ ،ﺗﺤﺪﻕ ف َّي كما
ﻔﻟﺍﻮﺿﻮﻱ ﻟﺍﻭﺬﻱ ﺭﺑﺎﻤ ﻳﻜﻮﻥ ﻀﻓﺃﻞ ﺣﻻ ًﺎ ،ﻝﻭﻷ لو أنها ﺗﺮﺍﻧﻲ ﻝﻭﻷ ﻣﺮﺓ ،ﺑﺎﻬﺘﻟﺩﺎ ﺕﺍﺫ ﻨﻟﺍﻈﺮﺓ
ﻣﺮﺓ ﺎﻫﺍﺭﺃ بكل هذا ﻘﻟ ُﺍﺢﺒ ..ﺑﺎﻘﻳﺎ ﻃﻡﺎﻌ ﺭﺎﺒﻟﺍﺣﺔ لا ﻟﻤﺍُﺔﻤﻬﺒ ﻭﺑﺬﻫﻦٍ ﺎﻏﺋﺐ ﻣﺜﻞ ﺷﺨﺺ ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻰ الظلاﻡ
ﻳﺰﻝﺍ ﻠﻰﻋ ﻟﺍﻄﺔﻟﻭﺎ ،ﻣﻼبس ُم ٌتسخة ﺗﺎﻨﺘﺛﺮ ﻓﻲ ﻛﻞ الدﺍﻣﺲ ،فرك ُت عيني ثم تثائبت وحاولت النهوض
ﺭﻷﺍﺟﺀﺎ ،ﻛُ ُﺘﺐْ ﺎﻓﺩﻭﺗﺮ ﻣُﺜﻌﺒﺮﺓ ،ﻕﺍﺭﻭﺃ ُﻣﻤﺰﺔﻗ ﺗﻲﺸ ولكنني لم أفعل ،النوم هنا له طقس خاص،
ﺑﻲﺘﻟﺎﺤ ﻣﻦ ﻹﺍﺿﻄﺮﺏﺍ ﻭﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﻪﻴﻓ ﻣﻦ ﻝﺎﻤﻫﻹﺍ.
بربكم ما الذي يمكن فعله في مثل هذا المكان من
بائس مثلي غير النوم؟! ال ُغربة تنهش روحي بل
تشفط ُنخاع التحدي من عظامي ،ثمة إحساس
بالتيهه والإنكسار يتوجاني مل ًكا على عرش الفقر
والعطالة.
ها هي سنوات العمر تهرول ال ُخطى لتلتحق
بصلاة المسبوق ،سنوات مرت دون أي نجاح
ُيذكر حتى ولو كان ضئي ًل؛ آخر نجاح حققته كان
تخرجي من الجامعة قبل عشر سنوات ،بعدها
انتشلني القدر من وسط عائلي ورماني هنا مثل
الجيفة ..عصفت ﺑﻲ ﺤﻠﻟﺍﻈﺕﺎ ﻭأﻧﺎ ﻣﻬﺠﻮﻝ ﻴﺼﻟﻤﺍﺮ
ﺑﻼ ﺭﺟﺀﺎ ﺑﻼ ﻃﻤﻮﺡ؛ ﻨﻋﺪﻣﺎ ﻳﺎﺘﺠﺣﻲﻨ ﻠﻟﻤﺍﻞ ﺃﺣﻝﻭﺎ
ﺟﻫﺎﺪًا ﻛﺴﺮ ﺣﺎﺟﺰ ﻟﺍﺮﻭﺗﻴﻦ ﻟﺍﺮﺗﻴﺐ ﺑﻠﺠﻟﺎﻮﺱ
ﻣﻊ ﺑﻌﺾ ﻷﺍﺷﺹﺎﺨ ﻟﺍﺬﻳﻦ أوﻫﻢ ﻧﻲﺴﻔ ﻭأﺳﻬﻴﻤﻢ
بالأﺻﺪﺀﺎﻗ ،عرفت مؤخ ًرا أﻧﻲﻨ ﻻ أﻲﻨﻋ ﻬﻟﻢ ﺷﺌﻴًﺎ
ﻭﻣﻊ ﻟﺫﻚ لم أكف عن ارتياﺩ ﻣﻬﺴﻟﺎﺠﻢ ،والإستماع
لحكاياتهم المتكررة وضحكاتهم المثيرة لل ُن ُفور؛ إلى
هذا الحد أدمنت خوائهم ،ﺭﺑﺎﻤ ﺑﻜﺤﻢ اﻱﺩﺎﻴﺘﻋ ﻠﻰﻋ
ﺓﺎﻴﺤﻟﺍ ﺍلاﺟﺔﻴﻋﺎﻤﺘ التي كنت أعيشها ﻓﻲ ﺑﻠﺪﻱ ،ﺗﻠﻚ
ﻌﻟﺍﻮﻟﺍﻢ الجميلة ﻲﺘﻟﺍ ﻘﺘﻓﺃﺪﺎﻫ الآن ،عوالم أشبعتني
وكونت شخصيتي ،لكن هؤلاء لا يشبهون الناس
في أرض النيلين ،إنهم ﻳﻗﺎﺴﺘﻄﻮﻥ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻲ ﺳِﺮﺍ ًعا
ﻛﺎﻤ ﺗﻗﺎﺴﺘﻂ ﻕﺍﺭﻭﻷﺍ ﻟﺍﺬﺍﺑﺔﻠ ﻋﻦ ﺃﺷﺭﺎﺠ ﻴﻨﻟﺍﻢ في