Page 118 - merit 52
P. 118
العـدد 52 116
أبريل ٢٠٢3 د.محمد زيدان
رواية «الشرفة» لسوزان
كمال ..ماذا وراء المحكي
ودلالاته؟
للمتلقي الذي تع َّود على الاتجاهات التعليمية في سرد التفاصيل الحكائيةلم
تصنيف الأعمال الروائية.
تعد التصنيفات في الدراسات المعاصرة
بدا ذلك جليًّا في رواية «الشرفة» لسوزان كمال، تؤخذ على محمل الجد في كثير من
فهي من الناحية السردية كتابة تحتفي بالتفاصيل
الحكائية التي تجعل من الصورة السردية نو ًعا من الأوساط الثقافية ،والمقصود بالتصنيفات
الفسيفساء اللغوية التي تنتقل بسرعة سردية من هنا :التاريخية ،والواقعية ،والعجائبية ،ليس لأنها
المنظور الحكائي الواحد ،إلى الآخر ،ومن ثم تعود تغير في طريقة السرد ،أو تقدم نماذج مختلفة عن
بعضها البعض ،ولكن لأن التصنيفات أصبحت
إلى بداية السرد وكأنها تريد التفاصيل الحكائية تتبادل في الكثير من الأعمال الأدبية -وبخاصة
فقط ،ليس غير التفاصيل ،ومن هنا يمكن أن ننظر الرواية -أدوات التعبير ،بداية من لغة الحكاية ،إلى
مفرداتها ،وصو ًل لأشكال المنظورات الحكائية على
إلى هذا النوع من السرد الذي يحتفي بالأفعال مستوى السرد الروائي ،وهذا من شأنه أن يجعل
الحكائية احتفا ًء ظاه ًرا لدرجة يمكن القول :إن تداخل التصنيفات واق ًعا في الرواية المعاصرة،
غايتها هي تلك التفاصيل الحكائية .وهذه سمة ففي نص واحد يمكن أن تجد التاريخي إلى جانب
بنائية ظاهرة من سمات الاتجاه الواقعي ،وهذا الواقعي إلى جانب العجائبي ،في نوع من اتحاد
الوصف ليس عودة للتصنيفات ،لكن الإشارة تأتي الأدوات ،وهذا من شأنه أن يجعل مهمة الناقد
للدلالة على سمة بنائية من سمات النص الروائي صعبة إلى درجة كبيرة ،وأحيا ًنا تصل الصعوبة
المعاصر.
فهل يمكن القول إن ثمة احتفاء بالتفاصيل