Page 120 - merit 52
P. 120

‫العـدد ‪52‬‬   ‫‪118‬‬

                                                       ‫أبريل ‪٢٠٢3‬‬

               ‫هو العنصر الذي يتعادل مع المكان‪.‬‬            ‫شقتنا أب ًدا منذ زواجنا‪ ،‬كان يطلق عليه اسم‬
‫‪ -‬النص يقدم حركة فعلية للذوات تعمل عمل الفعل‬                                                    ‫الخ ّن‪.‬‬

                             ‫المركزي في الرواية‪.‬‬       ‫في الشقة القديمة‪ ،‬كنت أظن أنه يتهكم على بيته‬
 ‫‪ -‬النص يقدم تحولات الحركة‪ ،‬وإشاراتها‪ ،‬والتي‬            ‫الضيق الصغير فيسميه خ ًّنا‪ ،‬لكن حين انتقلنا‬
 ‫تمثل موق ًفا يتعادل مع الحركة التي تقدمها الدلالة‬
                                                            ‫إلى شقتنا الواسعة وسماها الخ َّن‪ ،‬اندهشت‬
                      ‫على مستوى الرمز والمجاز‪.‬‬                                ‫قائل ًة‪ :‬ألا تحمد الله أب ًدا؟!‬
       ‫كل حركة الذوات‪ ،‬بداية من ال َّراوية‪ ،‬وانتهاء‬
  ‫بالذوات التي تقدم سر ًدا مصاحبًا‪ ،‬تصور موق ًفا‬         ‫رد ساخ ًرا‪ :‬يا امرأة‪ ،‬ألا تروقك كلمة الخن؟ ألم‬
‫حياتيًّا‪ ،‬وليس موق ًفا أيديولوجيًّا‪ ،‬والمقصود بالموقف‬    ‫نشاهد م ًعا فيلم صراع في النيل مرات ومرات؟‬
‫الحياتي هنا هو الموقف الإنساني‪ ،‬حيث تربط حركة‬
  ‫الشحصيات بالمواقف الاعتيادية التي تملأ الفكرة‬                 ‫وظل يردد بصوت الفنان أحمد الحداد‪:‬‬
   ‫الروائية‪ ،‬ولذلك نجد الذوات تتحلى بهذه السمات‬                                        ‫(نرجس‪ /‬خن)‬

                                                           ‫فنهرته‪ :‬أتقصد أنك طوال تلك السنوات كنت‬
                                                                                       ‫تراني راقصة؟!‬

                                                       ‫‪ -‬لا‪ ،‬أب ًدا‪ ،‬كنت أراك الست هند رستم‪ ،‬كنت أراك‬
                                                                         ‫أميرة الدلال وملاكه الحارس‪.‬‬
                                                                                        ‫‪ -‬أنت دجال؟‬
                                                                           ‫‪ -‬فيجيبني ضاح ًكا‪ :‬نعم”‪.‬‬

                                                             ‫الحيز النصي ظاهر في المنظور السردي الذي‬
                                                          ‫يتراوح بين مادية ظاهرة‪ ،‬ومجازية خفية‪ ،‬يأتي‬
                                                         ‫الظهور من الإشارات إلى المكان‪ ،‬كما ذكرت‪ ،‬فهي‬
                                                       ‫نوع من الإحالة إلى التحولات‪ ،‬وكأن المكان ليس هو‬
                                                        ‫المقصود بذاته‪ ،‬فنحن أمام رسالة واضحة تحملها‬
                                                           ‫اللغة‪ ،‬وتؤديها الفكرة‪ ،‬وتؤسس لها «دلالة» من‬
                                                           ‫خارج النص‪ ،‬سواء كان الخارج واق ًعا عا ًّما‪ ،‬أو‬
                                                          ‫سيكولوجيًّا‪ ،‬فيصبح العنوان «دلالة ظاهرة”(‪.)2‬‬
                                                           ‫ولذلك نستطيع القول إن النص يخلو تما ًما من‬
                                                           ‫إحداثي ْين مه َّم ْين في الكتابة السردية المعاصرة‪،‬‬
                                                       ‫وهما الزمان والمكان‪ ،‬الزمان محايد تما ًما في النص‪،‬‬
                                                         ‫وتنبع حياديته من التفاصيل الكثيرة التي تصلح‬
                                                        ‫أن تكون في أي زمان‪ ،‬كما أن الرواية حيدت المكان‬
                                                        ‫في البداية‪ ،‬إلا إذا أردنا أن نقف على المكان باعتباره‬
                                                          ‫دلالة رمزية‪ ،‬أو صورة داخل الحكاية‪ ،‬فهو بهذا‬
                                                          ‫الشكل موجود بصورة لافتة‪ ،‬فالشرفة «عنوان»‬
                                                         ‫يشير بدلالة ظاهرة إلى ذلك الحيز من البيت الذي‬

                                                                      ‫يطل على العالم من عناصر محددة‪:‬‬
                                                                                ‫‪ -‬المكان رم ًزا حكائ ًّيا‪.‬‬

                                                                    ‫‪ -‬المكان أداة سردية تعادل الزمان‪.‬‬
                                                         ‫‪ -‬الحركة التي ترتبط بمفهوم المكان الخاص‪،‬‬

                                                                             ‫بعناصر مجازية بسيطة‪.‬‬
                                                        ‫يرافق الحركة التي تجعل الزمن‪ ،‬وليس «الزمان»‪،‬‬
   115   116   117   118   119   120   121   122   123   124   125