Page 162 - merit 52
P. 162

‫العـدد ‪52‬‬                       ‫‪160‬‬

                                   ‫أبريل ‪٢٠٢3‬‬                   ‫نافذة‪ .‬وقد برهن ستيفن‬
                                                                   ‫سليمون على إمكانات‬
 ‫الكولونيالية‪ .‬فقد استحوذت‬                      ‫تستدعي‬
    ‫النصوص الأوروبية على‬                 ‫الاستراتيجيات‬      ‫الأليغوريا (الأمثولة الرمزية)‬
       ‫تلك العوالم‪ ،‬و»قرأت»‬          ‫الخطابية المضادة‬       ‫‪ِ allegory‬ب َع ِّدها موق ًعا ممي ًزا‬
       ‫غيرتها(***) ‪alterity‬‬        ‫ما بعد الكولونيالية‬       ‫للخطاب ما بعد الكولونيالي‪.‬‬
     ‫واستوعبتها من منظور‬                   ‫"رسم خرائط"‬
    ‫شفراتها المعرفية (نسقها‬          ‫‪ mapping‬الخطاب‬           ‫(سليمون ‪1988b(.،1986‬‬
   ‫الدلالي)‪ .‬لقد استند الغزو‬          ‫المهيمن‪ ،‬وقراءة‬         ‫إن حقل الخطاب المضاد ما‬
      ‫والاستعمار على مدونة‬          ‫الافتراضات الكامنة‬         ‫بعد الكولونيالي الذي أريد‬
      ‫من النصوص‪ ،‬مجلات‬                  ‫وراءه وفضحها‪،‬‬          ‫مقاربته هنا هو ما أسميه‬
       ‫المستكشفين‪ ،‬الدراما‪،‬‬              ‫وتفكيكها من‬
                                        ‫المنظور المحلي‬            ‫الخطاب المضاد المعتمد‬
‫الروايات‪ ،‬التقارير التاريخية‪،‬‬           ‫العابر للثقافات‪،‬‬       ‫‪canonical‬؛ وربما تكون‬
 ‫و»علم الخرائط»‪ ،‬التي مكنته‬           ‫الخاضع إمبريال ًّيا‪.‬‬
                                     ‫على سبيل المثال‪،‬‬            ‫هذه الاستراتيجية أكثر‬
     ‫من الاستيلاء على الآخر‬          ‫تعارض رواية بحر‬          ‫شيو ًعا من خلال نصوص‬
     ‫وتشويه صورته‪ .‬ولكن‬               ‫ساركاسو الواسع‬         ‫مثل رواية «بحر ساركاسو‬
    ‫غالبًا ما كانت النصوص‬               ‫مباشرة السيادة‬       ‫الواس»ع»(**) �‪Wide Sara‬‬
 ‫الفعلية التي س َّهلت مثل هذا‬           ‫البريطانية على‬        ‫‪ gasso Sea‬للروائية جين‬
  ‫الاستيلاء المادي والنفسي‪،‬‬        ‫المكان والشخصيات‬            ‫ريس ‪Jean Rhys‬؛ وهي‬
                                       ‫والثقافة‪ ‬واللغة‪.‬‬        ‫استراتيجية يستولي فيها‬
       ‫هي تلك التي فرضتها‬                                    ‫كاتب ما بعد كولونيالي على‬
 ‫أنظمة التعليم الأوروبية على‬                                 ‫شخصية أو شخصيات‪ ،‬أو‬
                                                            ‫الافتراضات الأساسية لنص‬
   ‫الشعوب المستع َم َرة بع ِّدها‬                               ‫بريطاني معتمد‪ ،‬ويكشف‬
 ‫الأدب «العظيم» الذي يصور‬                                   ‫عن تلك الافتراضات‪ ،‬ويقوم‬
                                                            ‫بتقويض هذا النص لأغراض‬
   ‫«الكليات الإنسانية » �‪uni‬‬                                ‫ما بعد كولونيالية‪ .‬توجد هنا‬
    ‫‪versals‬؛ في حين لم تكن‬
 ‫تمثل سوى الإبستيمولوجيا‬                                                    ‫نقطة مهمة‬
 ‫الإمبريالية المحددة بسياقها‬                                                     ‫ينبغي‬
     ‫الثقافي‪ ،‬والتي يجب على‬                                                     ‫طرحها‬
 ‫الشعوب المستع َم َرة المهمشة‬                                                     ‫حول‬

      ‫أن تقبلها ِب َع ِّدها حقائق‬                                             ‫الوظائف‬
  ‫بديهية‪ .‬وقد كشف الروائي‬                                                     ‫الخطابية‬
  ‫أتشيبي ‪ Achebe‬المفارقات‬                                                     ‫للنصانية‬
‫التي تنطوي عليها رواية قلب‬                                                    ‫‪textua-‬‬
‫الظلام ‪Heart of Darkness‬‬                                                      ‫‪ lity‬ذاتها‬
 ‫للروائي البريطاني جوزيف‬                                                     ‫في العوالم‬

    ‫كونراد في ‪ Conrad‬التي‬                                                       ‫ما بعد‬
‫تدرس في الجامعات الأفريقية‬

               ‫الكولونيالية‪.‬‬
  ‫تب ًعا لذلك‪ ،‬أصبح مشرو ًعا‬
  ‫للآداب ما بعد الكولونيالية‬
  ‫مساءلة الاستحواذ النصي‬
   157   158   159   160   161   162   163   164   165   166   167